
اقتحمت فجر الخميس القوات الروسية إقليم دنباس الأوكراني في إشارة اعتبرها العالم إعلان حرب إقليمية
ولكنها حرب قد تشعل فتيل الحرب العالمية الثالثة
ولكن ما هو سبب قيام الحرب بين روسيا وأوكرانيا؟
ما الذي تريده موسكو من كييف؟
بدأت الأزمة منذ قرابة شهرين بعد عزم أوكرانيا الانضمام لحلف الناتو، وهى الخطوة التى تؤدى حال اتمامها بإمكانية وجود انتشار عسكري لحلف الناتو على الحدود الروسية. ما اعتبرته موسكو بطبيعة الحال تهديداً لأمنها القومى.
وتريد موسكو تعهدًا ملزمًا قانونًا بأن الناتو لن يتوسع أكثر، وهو ما عبر عنه نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف قائلاً:
“بالنسبة إلينا، من الإلزامي تمامًا التأكد من أن أوكرانيا لن تصبح أبدًا عضوًا في الناتو”
ونوه بوتين من أن روسيا “ليس لديها مكان آخر تتراجع إليه”، وقال: “هل يعتقدون أننا سنبقى مكتوفي الأيدى؟”.
ترجع الأحداث أيضا إلى عام 1994، حيث وقعت روسيا اتفاقية لإحترام استقلال وسيادة أوكرانيا المستقلة.
لكن في العام الماضي كتب الرئيس بوتين مقالاً طويلاً يصف فيه الروس والأوكرانيين بأنهم “أمة واحدة”.
وزعم الآن أن أوكرانيا الحديثة هى من صنع روسيا الشيوعية بالكامل وهو يرى انهيار الاتحاد السوفيتي في ديسمبر 1991 على أنه “تفكك لروسيا التاريخية”.
كما جادل الرئيس بوتين بأنه إذا انضمت أوكرانيا إلى الناتو ، فقد يحاول الحلف استعادة شبه جزيرة القرم.
ما هى أدوات الضغط فى يد روسيا؟
تمتلك روسيا أدوات ضغط تمكنها بشكل واضح من حسم تلك الأزمة لصالحها، فعلي مدار سنوات قدمت الحكومة الروسية دعماً ومساعدات للانفصاليين الأوكرانيين في الشرق الأوكراني
فسكان إقليم دونباس يتحدث غالبيتهم اللغة الروسية، كما يحمل 720 ألف مواطناً داخل الإقليم جواز سفر روسي.
الانحياز الواضح لسكان إقليم دونباس للإدارة الروسية ظهر واضحا منتصف الأسبوع الحالى.
فبعد أقل من 24 ساعة من إعلان روسيا اعترافها بجمهوريتي دونتسك ولوجانسك الواقعتان في الإقليم .
صادق برلمان الجمهورتين في صباح اليوم التالي علي اتفاقية صداقة، جعلت بموجبها أي تحرك عسكري روسي داخل شرق أوكرانيا محمياً بغطاء سياسى.
ما الذى تملكه واشنطن والغرب من أدوات الضغط ؟
الأجابة الوحيدة حتى الآن هي العقوبات .. وهو ما أقدمت عليه الولايات المتحدة الأمريكية ودول الاتحاد الأوروبي خلال اليومين الماضيين ، وتعهدت بإعلان حزمة جديدة من العقوبات صباح اليوم الخميس .
ولكن بخلاف ورقة العقوبات يمتلك الغرب ورقة ضغط أخري ، لكنه سيدفع ثمنها غاليا ، وهي خط الغاز الذي يربط روسيا بألمانيا
ومن ألمانيا إلى القارة الأوروبية بأكملها ” نورد ستريم 2 “.
ولكن الفاتورة الاقتصادية التي ستتكبدها روسيا من إيقاف المشروع، سيقابلها بما لا يدع مجال للشك أزمة طاقة في القارة الأوروبية.