تاريخ محاكمات الساحرات: بين الخرافة والواقع الدموي
مقدمة: رعب القرن السابع عشر
في القرن السابع عشر، انتشرت حكايات الساحرات والكائنات الخارقة للطبيعة بين الناس، وبدأ المجتمع ينظر إلى العديد من النساء على أنهن ساحرات شريرات.
غالبًا ما كانت تُلقى اللائمة على هؤلاء النساء في المشكلات الاجتماعية والكوارث الطبيعية، مما أدى إلى اضطهادهن وقتلهن علنًا في ما عُرف لاحقًا بـ"محاكمات الساحرات".
محاكمات الساحرات في أوروبا وبريطانيا
رغم شهرة محاكمات سالم في أمريكا، إلا أن أوروبا، وخاصة الجزر البريطانية، شهدت وقائع أكثر قسوة ووحشية.
ففي إنجلترا واسكتلندا، وقعت حوادث مروعة راح ضحيتها آلاف النساء، لا لشيء سوى الاشتباه في كونهن ساحرات.
محاكمات الساحرات في بريطانيا
بدأ اضطهاد الساحرات في بريطانيا مبكرًا، حيث صدر قانون السحر لعام 1542 الذي حظر ممارسة السحر.
بحلول عام 1563، تم تشريع إعدام الساحرات، واعتُبر عقد معاهدة مع الشيطان جريمة كبرى تُعاقب بالموت.
مع ازدهار البيوريتانية في القرن السابع عشر، ازدادت حملات القبض على الساحرات، لتبلغ ذروتها في منتصف القرن مع محاكمات مشهورة مثل محاكمة نورث بيريك.
قصة محاكمة نورث بيريك
تُعد محاكمة نورث بيريك واحدة من أشهر المحاكمات، حيث بدأت شرارتها في اسكتلندا بعد حادثة غريبة أثناء رحلة الملك جيمس السادس إلى الدنمارك.
بعد زواجه، وأثناء عودته إلى اسكتلندا، اضطُر للتوقف بسبب عاصفة عنيفة، ما أثار شائعات عن أن السحرة حاولوا إغراق سفينته.
تأثر الملك بهذه المزاعم، وأطلق سلسلة من محاكمات الساحرات، التي أدت إلى اعتقال أكثر من مئة امرأة، تعرضن للتعذيب وأُعدمن بطرق بشعة.
الأسطورة الدامية: ساحرة وودبلامبتون
آخر حالات الإعدام الموثقة لساحرة في بريطانيا كانت قصة ميج شيلتون، المعروفة بـ"ساحرة وودبلامبتون".
دُفنت ميج في كنيسة القديسة آن عام 1705، بعدما اتُهمت بممارسة السحر وتغيير شكلها. تقول الأساطير إنها حاولت الفرار من قبرها مرتين، مما دفع السكان المحليين إلى وضع صخرة ضخمة فوق قبرها لمنعها من العودة للحياة مجددًا.
الخاتمة: إرث دموي لا يُنسى
قتلت محاكمات الساحرات آلاف الأبرياء، معظمهم من النساء، في واحدة من أحلك فترات التاريخ الأوروبي.
رغم مرور القرون، لا تزال قصصهن تثير الرعب والدهشة، وتذكرنا بمدى خطورة الجهل والخرافات عندما يحكمان المجتمعات.
اقرأ أيضا :