أقف وحيدًا بين ركام أحبتي
أستنشق شذى خيالهم الذي يراود مخيلتي
وبيدي لعبتي التي نهشتها أنياب أعدائي
تؤنسني كلَّما ذرفتُ سيولا من عيوني
أرَقِّع ثوب أحزاني بصبري وتحمُّلي
رغم مخالب الأسى والدَّمار الذي فتك بحياتي
صرخات ...
شهقات...
مناجات...
كلُّها إنذاراتٌ بأن العدو ألقى مشنقته على طفولتي
طفولةٌ نسجتها بيراع أحاسيسي
ظنًا أنَّني سأصبو إلى مرادي
لكنني كنتُ مخطئًا في توقُّعاتي
دبَّاباتٌ أحرقت إخضرار حديقة وتيني
وحوَّلته إلى كومة رمادٍ تلوِّن جبيني
جنود أفئدتهم جرِّدتْ من الإنسانية
كتجريد الميت من ثيابه
يتَّموني ..، أخمدوا فتيل تفاؤلي وأملي
تركوني أعيش في عالم سوداوي
لا أفقه كنهي وكياني
إلى متى...، إلى متى وأنا أعاني؟
شربتُ من كأس الآهات حتى ارتوى جسدي
ذبلت جفوني..، تغيَّرت ملامحي..، صارت العزلة مسكني
أيُّها الفجر متى سيبزغ نورك وتشرق ابتسامتي؟
سأضلُّ على العهد والوعد بأنني سأرفع راية نصري
مهما خانتني أفكاري وجلبة الكيان الصهيوني
سأهتف ذات يومٍ : الله أكبر، الله أكبر
وأقف شامخا كشموخ الجبل وكصمود الأشجار أمام الرياح.