كنت أحمل دميتي الصغيرة بين ذراعي، عانقتها بقوة وكأنها كانت آخر ما تبقى لي من عالم مضيء ، عالم لم أعرف فيه الخراب،عالم يغمره السلام و الامان كانت عيناها الزجاجيتان تلمعان في ضباب هذا اليوم الكئيب، وكأنها تشارك قلبي حزنًا لا يقاسي خلفي البيوت مهدمة، والأصوات البعيدة للخطوات المجهولة تقترب أكثر فأكثر صوت الصرخات يتعالى في كل مكان ولا غرابة في ذلك فلقد ألفت الأمر ماذا سيفعل المرء إن فقد شخصا عزيزا غير البكاء و الانين؟ لكنني كنت واقفًا، بلا خوف أو تردد، فقط أتساءل عن الحياة التي سرقت منّا و الطفولة التي حرمنا منها.
منذ وقت ليس بالبعيد، كنت أجري هنا، أضحك وأطارد الفراشات التي تملأ السماء بألوانها الزاهية أما الآن، فلا شيء سوى الرماد ، تساءلت: هل ستعود الألوان يوماً؟ هل سيسمع العالم صوتنا؟ أم سنظل كدمية صامتة، لا نشكو ولا نبكي، ولكننا نحمل في أعيننا كل القصص التي عجزنا عن قولها؟
إنها ليست فقط دميتي التي أتمسك بها، بل هي كل الذكريات التي تأبى أن تُنسى.
إنها آخر ما تبقى لي من طفولتي.
....
بقلم أمل المجدول