حكاية الممرضة عايدة الحقيقية بطلة مسلسل أوبرا عايدة
أول من أكتشف سلسلة من الموت الغامض فى قسم العناية الفائقة بمستشفى الجامعة بالاسكندرية كان الدكتور عادل عيسي اللى لاحظ ثلاث ملاحظات هامة وهي :
١-موت عدد كبير من المرضي عقب تعافيهم وتماثلهم للشفاء بحالات ضيق تنفس وشلل وارتخاء فى عضلات الحنجرة
وهو نفس تأثير حقن البافلون (الفلاكسديل) وهي حقن تستخدم لتجهيز المرضى لدخول العمليات
يحقن بها المريض كي يتمكن الطبيب في خلال خمس دقائق من ادخال أنبوب الاكسجين من الفم دون أى حركه من عضلات الحنجرة
٢- لاحظ أن حالات الموت بهذا الشكل مصاحبه لتواجد ممرضه واحدة اسمها عايدة نور الدين ولا يحدث أي حالة وفاة بهذه الطريقة حال غيابها أو عدم تواجدها
٣_ عرض الامر على رؤسائه فى العمل ورؤساء الاقسام وطلب إبلاغ النيابة لكن طلب منه السكوت حفاظا على سمعة المستشفى وحصل خلاف بينه وبين دكتور نبيل عبدالرحمن وبدأ الشك يتحول نحو أطباء التخدير
واتهامات بين الاقسام وبعضها حتى وجد حالة بنت اسمها صباح ١١ سنه والتي أخبرته أن عايدة ادتها حقنه بعد ما أنقذها من الموت حرفيا
وفى يوم ٢٢- ٥ - 1997 تنشر جريدة المساء وتقول أن هناك حالات موت غريبة تحصل فى قسم الافاقة بالمستشفى
ويوم ٢٧-٥ نفس الجريدة تنشر صورة عايدة نور الدين وتقول أنها ممكن تكون وراء هذه الحالات .
الامور بتشتعل جوا المستشفي وعلى حد قول دكتور عادل بتطلب عايدة نقلها من القسم وفى الوقت دا بتحصل حالات موت بعد ورديتها
وفى اعترافاتها الاولية بتقول انها كانت بتحقن البافلون فى علاج المرضي عشان زمايلها يستخدموا العلاج ويتسببوا فى موت المرضي بعيد عنها
هى انكرت دا بعد اعادة المحاكمه وقالت ان كل اعترافتها الاولية كانت تحت اثر التعذيب النفسي
وقال محاميها انها كانت تحت تاثير علاج امبول افيل بتاع الحساسية دا لكن دكتور عادل قال ان افيل مش مذهب للعقل وقال اللى يقرا اعترافاتها بالتفصيل هيفهم ان دا كلام طبى مينفعش حد يرغمها تقوله او تقوله من باب الهلوسة
كل اللى فات دا كان مجرد كلام مرسل ومفيش قضيه لسه اتعملت عشان يوم ٧-٦ يموت مريض اسمه عبدالقادر
ودا اللى اتحاكمت عايدة على موته عشان يطلع دكتور من العناية لدكتور عادل ويقول ان امر موت المرضي بالشكل دا مايتسكتش عليه
ويروح دكتور عادل يقدم بلاغ يتهم فيه عايدة بقتل المرضى ويطلب تحليل جثة عبدالقادر اللى بيطلعوها من مدفنها ويحللوها وبالفعل يلاقوا عقار البافلون لانه بيفضل فى الجسم ٤٥ يوم
فى نفس الوقت فى طبيب شاب اسمه حسام والدته توفت فى المستشفي بعد اجراء جراحه لها بالمنظار يوم ٢٧-٣ لازالة ورم حميد فى الانف
وبيقول دكتور حسام إن والدته فاقت عادى جدا من البنج ونقلوها قسم الافاقة وقال هيروح يجيب لها هدوم لانها ممكن تخرج بعد ساعات عشان يرجع ويتلقي خبر وفاتها
ويتسأل كطبيب اجاى ولكنه بيسكت وجواه شك كبير لحد ما بيتابع الاخبار ويعرف بموت عبدالقادر واتهام الدكتور عادل لممرضة اسمها عايدة فبيتقدم ببلاغ هو كمان وتتحصي عدد البلاغات لحد ٢٩ حالة وبتبدا محاكمه عايدة الاولى اللى بتظهر فيها حكايات وقصص غريبة جدا
عايدة بتعترف بقتل عدد ٢٤ حالة من ال٢٩ مش بس كدا دا بتحكى تفصيل قتلها لكل حاله بمنتهى التفاصيل والدقة
وبتقول انها كانت بتحب دكتور معاهم فى القسم اسمه هشام ابو رحمه وعشان تخليه ينزل لها العناية كانت بتدى المرضي البافلون عشان حالتهم تسوء وتنادى عليه كلام
هايف جدا لكنه يتمشي مع عقلية بنت محدودة العقل فى سن صغير وبتقول كمان انها بعد كدا حبت الموضوع وحست ان فى حاجه جواها بتحركها وبتخليها تستلذ بقتل وانهاء حياة المرضي
زميلاتها فى العمل راحوا يشهدوا فى الاول ضدها ومنهم اللى حكت انهم كلهم عارفين ان عايدة بتحب دكتور هشام وانه فى علاقة حب بنهم بتبان فى كلامها عنه وقربها منه
دكتور هشام أنكر أنه بيحبها ولكنه قال انه عارف انها كانت بتحبه وعشان كدا قطع معاها معاملة لمدة تلت شهور لحد ما زميله لها قالت له عاملها زى ما بتعاملنا ومتقطعش معاها عشان هى غلبانه وظروفها وبتاع دا كان كلامه فى التحقيقات
عايدة بتحاول تنتحر وترمى نفسها من شباك قسم المنتزة الدور الاول فى محاولة بائسة منها لشعورها بانها اتظلمت على حد قول محاميها وبعدها بيقول انها اترمت بايد المخبرين فى محاولة للخلاص منها
بتطلع اشاعات فى الفترة دى يتقال إن القضية اكبر من ممرضة بتقتل المرضي وان دا كله تغطية على فساد واهمال سنين فى مستشفيات الحكومة
بيتقال كمان ان عايدة كانت ممرضة بتنفذ اوامر الدكاترة وبس وفين الاشراف الطبى على الحالات اللى سايبين مصير المرضي فى ايد ممرضات
بيتقال كمان ان كل حالات الموت دى كانت عبارة عن ابحاث عن مادة البافلون طبيب مجنون كان بيكتبها والممرضات تعملها وبس
لكن هنا دكتور عادل عيسي بيرد على كل دا ويقول:
اه فيه اهمال طبي بس كدكتور انا اللى هدى الحقن بنفسي وانا شغال على حاله ولا الممرضه هى اللى بتجيبها وتعبيها وتتديها للمريض
اما مسائلة ابحاث على البشر فدى كانت بروباجندا لان البافلون معروف طبيا انه مادة قتلت بحثا لسنين طويلة محدش هيضيف حاجه جديدة
المهم ان وفق شهادة الشهود وكلام دكتور عادل وزمايلها وشهادة الاهالى كمان ومنهم والدة عبدالقادر اللى قالت ان عايدة طلبت منها تمسك دراع ابنها وهى بتحقنه بالبافلون قبل وفاته بخمس دقايق
المحاكمه الاولية كانت بتعقد يوميا فى نهار رمضان لمدة ٣٠ يوم عشان يطلع الحكم بالاعدام لتعمد القتل بمادة قاتلة والاهمال الجسيم والضرر وبتلبس عايدة البدلة الحمرا …..عشان يقف جنب قفص المتهمه محامى مشهور ومعروف فى الاسكندرية ومن اشهر الاسر فيها كمان الاستاذ المحامى آمر حسن أبو هيف ويقولها متخافيش مش هاسيبك وهاعمل نقض للحكم .
بيمسك المحامى القضية وهى مفيهاش خرم ابرة لتبرئة موكلته وعشان هو محامى شاطر جدا وواقعي جدا بيقرر ان يكون كل شغله فى اتجاه نفي نية القتل او تخفيف الحكم بمعنى ادق مهمته كانت انه يبعد حبل المشنقة عن البنت الممرضة اللى اسمها عايدة وبدا يستخدم كل ادواته كمحامى
فى خلال التقدم للنقض تقدم اكتر من تلاتين مريض بيتهموا دكتور عادل بالاهمال الطبى هو وبعض الاطباء بالمستشفي بيتحكم فيهم كلهم بالبراءة ماعدا قضية واحده بياخد فيها حكم بالحبس حضورى خمس سنين بيتلكف المحامى الشهير الحكم عشان يكون مستند ضاغط فى عدم قبول شهادة الشاهد الاول دكتور عادل
بيروح للممرضات زميلات عايدة وبتتغير ارائهم بسؤال بسيط جدا لو مكنتش عايدة كان ممكن حد منكم بياخد الموضوع جماهيرية بين جموع البسطاء اللى بيتعاطفوا مع كل حد فى خط الغلابه وبتبدا المظاهرات اللى بتطالب ببراءة عايدة مش بس من داخل المستشفي الجامعي بل معظم تمريض مستشفيات اسكندرية وبيتنقل دا كله للشارع قدام المحكمه اللى بتنظر القضية وبيقوم بعضهم بتكسير بعض عربيات اساتذة الجامعه والكتابة عليها بان عايدة بريئة
عشان يجى يوم المحكمه ويحصل تغيير شامل فى كل حاجه
القاضي يسألها اعترفتى انك عملتى كذا يقوم محاميها يقول كانت تحت تاثير عقار ممنوع الشخص يسوق وهو واخده ازاى يدلى باقواله تحت تاثيرة
بيتكلم دكتور عادل ويقول الافيل مش عقار هلوسات
بيلتفت له المحامى ويقوله انت اتحكم عليك بخمس سنين بتهمه ايه
فيرد بالاهمال لكن
يقوله مالكنش
انت بتشرب من نفس الكاس اللى سقيت بيه البنت
دكتور عادل بيقول ان باتكلم بالعلم الحكم حصل لكنى خدت براءة منه لكن الاهمال مش زى القتل انا تهمتى انى سبت المساعد بتاعى يقوم بعملية بدونى وهو استاذ كبير يعنى وكلها بلاغات كيدية سببها انى الشاهد الاول هنا لانى اول واحد لاحظ
بيمسك المحامى فى كلمه لاحظ ويقوله وانت مالك انت وكيل نيابه عشان تلاحظ وتعمل فيها مفتش مباحث
دى الحته اللى اتعمل عليها جملة اتلهى فى المسلسل ياجماعه
بيجوا الزملاء يقولوا ان عايدة ممرضة شاطرة جدا بل ان دكتور عادل بنفسه اعطاها الممرضة المثالية قبل الاحداث دى بسنه
بيقول دكتور عادل ان مسائلة الممرضة المثالية دى عرف ف القسم وبالدور بناخد تلت ممرضات نكرمهم كل سنه وكان دورها مش اكتر
بيدفع المحامى ان فى صراع على كرسي رئاسة القسم بين دكتور عادل عيسي ودكتور نبيل عبدالرحمن والصراع دا هو سبب الاهمال والفوضي الادارية بالمستشفي
بيسال دكتور عادل ان كان موت المرضي توقف بحبس عايدة
فبيقول دكتور عادل لا بيحصل موت لكن مش بالبافلون
بيقوله بالبافلون دى محتاجه تشريح
بيقول دكتور عادل احنا اطباء مجرد النظر فى فم المريض يعرفنا فيه بافلون او مفيش
بيجيب المحامى ام المريض عبدالقادر موضوع القضيه ويطلب منها تطلع عايدة من القفص فمبتقدرش تتعرف عليها فى مفاجاه مدوية للجميع
دكتور عادل بيقول ان قضية عايدة استغلت احسن استغلال من قبل المحامين واهلها وزميلها كسبوا تعاطف ناس كتير وحتى الجوامع وقتها كانت بتتكلم عن ظلم الغلابه وطبقية الاطباء وتم تجيييش الراى العام كله وفى نفس الوقت هو اتعرض لعدد من القضايا بقصد ابعاده وقال انه اطلب منه بس يغير اقواله وكل القضايا اللى بيتلاحق بسبب فيها وبدون سبب تترفع اتقال له يندفع فلوس له كمان من متبرعين لدرجه زملاء لها خلعوا مصاغهم وجمعوا فلوس لخروج زميلتهم اللى هو متيقن انها مجرمه وقتلت على الاقل ١١ مريض
بتنتهى جلسات المحكمه بتعديل مسمى الاتهام ولائحته للضرر والاهمال اللى ادى للوفاة وبينفي عن عايدة تهمه نية القتل العمد وبتحكم باقصي عقوبة تخص التهمه دى وهى عشر سنين عشان تنتهى الحكاية وتخرج عايدة بعد سبع سنين من سجن الحضرة اللى بيسهر ليلة صباحى قبل خروجها
الاحداث دى كلها حصلت سنه ١٩٩٧
عشان يجى الكاتب الشاطر جدا أسامه غازى ويكتب اوبرا عايدة مستوحى القصة من القصة الحقيقية لكن ياخد المشاهد لحته تانية خالص وقضية تانية خالص وهى القتل الرحيم بطولة الفخرانى وحنان ترك وينجح المسلسل نجاح عظيم ويقع الجمهور فى حب عايدة الدكتورة مش الممرضة والمحامى الفخرانى مش آمر ابو هيف
وفى سنة ٢٠٠٨ بيقدم وائل الابراشي حلقة من اميز ما يكون وبتظهر عايدة الحقيقية لأول مرة على شاشات التلفزيون والى جوارها حبيبها على حد قولها المحامى آمر ابوهيف وعلى جانب اخر من الحلقة بيظهر دكتور عادل عيسي والى جواره دكتور حسام الدين يسرى اللى حكينا عن موت والدته وبيبدا الابراشي بعايدة وبيسالها عن قصة حبها لدكتور هشام ابو رحمه فبترد انها مبتحبش غير الاستاذ آمر ابو هيف وان كل دا كدب بيقولها زمايلك قاله كذا بتقول معرفش
انا حكيت كل اللى سمعته واعرفه عن القضية ومش حكم ولا قاضي ولا محامى عنها ولا ضدها كلنا عندنا عقول بتفكر وقلوب بتحس وبتفهم لما تشوفوا الحلقة ضرورى هيتغير حاجات كتير جواكم هتفهموا من تعابير الوشوش والطريقة وكل حاجه مين صادق ومين كذاب ويمكن تفضلوا فى حيرة بردو لكن هتطلعوا من المقال دا ومن حلقة الابراشي بمعلومات اكيدة هتنضاف لمكنون عقولكم وهتسأءل نفسك ياترى قصة عايدة هى قصة انقاذ لبنت بريئة كانت كبش فدا لجرايم اطباء ولا احنا كلنا اتعرضنا لاكبر حملة تضليل فى تاريخنا اللى عشناه الحقيقة متغيرة من شخص لاخر ومن انطباع لانطباع عشان كدا شوفوا الحلقة هتلاقوها تحت عنوان
” اول ظهور لعايدة الممرضة التى تسببت فى مقتل اكثر من ٢٠ مريض ” ودى حقيفة ثابته جدا بحكم محكمه مفيش محكمه برئتها لكن اعطتها اشد عقوبة بالنسبة لتهمة التسبب فى الموت دون نية القتل مفروض من ٣ سنين لسبعه اتحكم عليها بعشر سنين وقالت فى اخر اللقاء رسالة لاهالى الضحايا انها مش عايزاهم يشيلوها ذنب موت ذويهم لانها ممرضه متديش حاجه لمريض سوى باوامر الطبيب ودا اللى رد عليه دكتور حسام الدين والدته احدى الضحايا وقال دا المفروض لكنها عملت كدا من وراء الاطباء وقال انه مش مسامح فى قتل والدته وانه مصدق اعترافها الاول بالقتل ومصدق التفاصيل اللى حكتها عن ازاى قتلتها فى العناية الفائقة
شكرا على وقتكم
وخالص محبتى للجميع
عمر ناجى