في 4 اكتوبر 2005 ، تم عرض مسلسل العميل 1001. تأليف نبيل فاروق وإخراج شيرين عادل ومن بطولة الفنان مصطفى شعبان ونيللي كريم .
وهو مسلسل من ملفات المخابرات المصرية عن قصة حقيقية..
ما هي قصة عمرو طلبة البطل الحقيقي لمسلسل العميل 1001
هو الشهيد عمرو مصطفى طلبة من مواليد 1946، عميل مصري رقمه الكودي في المخابرات المصرية1001. ومن هنا جاء اسم المسلسل، القصة بدأت منذ عام 1969.
بعد نكسة يونيو 1967، عندما اكتشف المصريون أنهم لا يعرفون الكثير عن المجتمع الإسرائيلي. فقرروا زرع عملاء مصريين في المجتمع الإسرائيلي يكونوا عيون للإدارة المصرية في إسرائيل.
كانت المهمات المكلف بها الأبطال هي جمع أكبر قدر من المعلومات عن الجيش والاسر والمجتمع الإسرائيلي.
معلومات عن كل شيء يمكن أن يفيد القيادة المصرية.. لكن كيف يتم زرع شاب مصري في إسرائيل.
البحث عن الشبيه
في البداية انتحل عمرو طلبة شخصية شاب يهودي اسمه موشي زكي رافي (رافع).
وكان موشي ابن تاجر خردوات، وهرب من والده وسافر إلى طنطا وفيها عمل في شركة نقل لكن صحته كانت سيئة فتوفى في مستشفى “المبرة” في طنطا
ولم يستدل على أهله لإبلاغهم بخبر وفاته حيث توفى والده ولم يكن له ورثة سوى موشى وحجزت مصر على أملاك التاجر اليهودي
فاستغلت المخابرات المصرية الأمر، وتم زرع عمرو بدلا منه ليعيش باسم موشى زكي رافي، ولكن قبل زرعه تم تدريبه على أجهزة اللاسلكي والشفرات والرسائل السرية وتعليمه اللغة العربية ليسهل انخرطه في المجتمع اليهودي.
سافر عمرو طلبة بحجة الحصول على منحة في موسكو عاصمة روسيا، وودعه والده وأهله لكنه بدلا من السفر لموسكو اتجه إلى كوالالمبور عاصمة ماليزيا، ليبدأ منها عملية وصوله إلى تل أبيب في فلسطين المحتلة (في المسلسل قيل إنه سافر إلى اليونان، لكن نبيل فاروق مؤلف المسلسل قال إنه سافر إلى ماليزيا).
كان عمرو في اليونان يتظاهر بأنه موشى اليهودي الذي يبحث عن عمل فعرض عليه بحارة يهودي أن يهاجر إلى إسرائيل
لان عمرو كان يتحدث دوما عن أن إسرائيل أرض الميعاد، وبالفعل قدم طلبًا للهجرة، لكن الأمر لم يسر بسهولة حيث تعرض لمضايقات كثيرة حتى يصل إلى إسرائيل
وبعدها قضى وقتًا داخل معسكرات المهاجرين ليتعلم اللغة العبرية ويكون مواطن قادر على الانخراط في إسرائيل، وهو ما كان يحدث مع أي شخص يقدم طلب هجرة.
الوصول لإسرائيل
بدأ عمرو العمل في إسرائيل كممرض في مستشفى، ومنها تعرف على طبيب نقله إلى مستشفى أكبر في تل أبيب، ثم عمل داخل مكتبة وأحبته صاحبة المكتبة،
وخلال عمله في المكتبة تعرف على عضوة من عضوات الكنيست الإسرائيلي، اسمها سوناتا، ووقعت العضوة في حبه، وحدث صراع بين صاحبة المكتبة وعضوة الكنيست عليه،
ووفقا لكلام نبيل فاروق عنه كان عمرو طلبة شديد الوسامة، ففضل عمرو عضوة الكنيست عن صاحبة المكتبة، بعدها يتم الإبلاغ عنه إنه متهرب من أداء الخدمة العسكرية في الجيش الإسرائيلي.
القبض عل موشى
تم القبض على موشى بسبب تهربه من الخدمة العسكرية، وبعلاقاتها استطاعت سوناتا الافراج عنه، وتم تعيينه في موقع خدمي قريب من تل أبيب، وعمل كمراجع للخطابات التي يرسلها المجندون داخل الجيش الإسرائيلي. في إدارة الرقابة على البريد العسكري بما أمكنه الاطلاع على الكثير من المعلومات الهامة، وهو مكان لم يكن يحلم احد بتعيينه فيه.
وبعدها تواصلت مع المخابرات المصرية وأرسلت له جهاز لا سلكي آمن ومعقد وتم تمريره له من كوالالمبور في ماكينة حلاقة، لاستخدامه في توصيل المعلومة إلى القيادة في مصر، وبالفعل أرسل العديد من المعلومات المهمة وشديدة الخطورة إلى القيادة المصرية، الأمر الذي ساعد القيادة في الاستعداد لحرب أكتوبر 1973.
حصل عمرو على معلومات مهمة عن مواقع الرادارات ومنصات الصواريخ الإسرائيلية وعدد الكتائب وتسليح الجنود وأعدادهم، كانت المخابرات المصرية تعلم أن سوناتا هي التي تدير حياة عمرو في إسرائيل، فطلبت منه أن يفتعل المشاكل معها لكي تنقله سوناتا إلى سيناء مقر العمليات ومركز الحرب، حيث المعلومة المهمة التي يستطيع الجيش المصري الاستفادة منها، وهو ما حدث بالفعل.
لكن كيف يثير غضب سوناتا
كانت الخطة ان يحضر عمرو فتاة إلى منزل سوناتا، لكي تراه عضوة الكنيست الإسرائيلي في غرفة النوم مع الفتاة فيجن جنونها وتغضب عليه، ونقلته إلى سيناء بالفعل، وعرف مواقع الرادارات والصواريخ المضادة للطائرات، وأماكن الكتائب الإسرائيلية، ومخازن الذخيرة. وكلها معلومات كان يتم إبلاغها أولا بأول إلى القيادة المصرية.
المخابرات تؤمن عمرو
قبل انطلاق الحرب،صدرت في الساعة الثانية إلا 10 دقائق، تلقى عمرو طلبة برقية من المخابرات المصرية تخبره فيها بضرورة إنهاء عمله فورا والتوجه للمبنى الخشبي الموجود به القافلة الطبية في منطقة أم مرجم
وأعطت المخابرات المصرية أمرًا لسلاح الطيران المصري بعدم قصف المنطقة الطبية مهما كانت الأسباب.
استقبل عمرو البرقية التي ارسلتها مصر وعلم أن الحرب ستبدأ ورفض الانصياع لأوامر القيادة المصرية، لإدراكه أنه سيكون مفيد للغاية في ذلك الوقت بالنسبة للوضع المصري.
حرب أكتوبر 1973 ونهاية الشهيد عمرو طلبة
في الساعة الثانية ظهرا، يوم العاشر من رمضان، في 6 أكتوبر 1973 بدأت حرب أكتوبر، وانهار معها العديد من التحصينات الإسرائيلية، ليتم نقل الكتيبة التي يعمل بها عمرو طلبة إلى خط المواجهة مع الجيش المصري
لذا كان عمرو يرسل برقيات إلى القيادة المصرية بشكل منتظم.
حصل عمرو على جهاز إرسال صوتي، وقام بضبطه على موجة القيادة، واستطاعت المخابرات من خلاله الحصول على كم هائل من المعلومات،
وفي الساعة 2:35 دقيقة ظهرًا، بعث ببرقية بها نتائج قصف غرفة العمليات الإسرائيلية، طلبت منه المخابرات المغادرة فورًا بأقصى سرعة ممكنة
فأرسل برقية قال فيها إن فرقته تلقت أمرًا بالانتقال إلى منطقة القنطرة شرق، وقال إنه سيرسل برقيات أخرى بالتفاصيل.
لينقل صورة كاملة عما يحدث في الجانب الإسرائيلي حتى تلك اللحظة، لكنه لم يستطع استكمال الرسالة، إذ حدث انفجار في كتيبته واسُتشهد.
بعد وفاة عمرو طلبة وما أغفله المسلسل
كانت اجهزة الاستقبال اللاسلكية الإسرائيلية تستقبل نداء متكرر على موجة خاصة من الساعة 3:40 دقيقة مساءا، بصوت مصري يقول:
“أجب يا 1001، أجب”. وفي الساعة 4:37 دقيقة مساءً، أمر مدير المخابرات المصرية، ضابط مخابرات القنطرة غرب. بالبحث عن جندي إسرائيلي في قافلة سيارات تتحرك من “أم مرجم” إلى “القنطرة شرق”.
وأخبره أن يتصل بقائد الجيش الثاني ليصدر أمرًا بعدم إطلاق النار على أي فرد من تلك القافلة مهما كان السبب.
لكن تعذر الاتصال بقائد الجيش الثاني بسبب الحرب
وعند الساعة 4:50 دقيقة مساءً. أبلغ ضابط المخابرات القيادة أنه يتعذر الوصول إلى القنطرة شرق.
فتم إرسال طائرة هليكوبتر بها 3 مدنيين، 6 جنود، وضابط، لنقل جثمان عمرو من منطقة القنطرة شرق، واستطاعت الطائرة التسلل إلى المواقع الإسرائيلية ليلًا. واقتحام خطوط العدو الإسرائيلي
وتم التعرف عليه ووضعه في صندوق خشبي.
وأدى الضابط التحية العسكرية له، وتم نقله داخل الطائرة إلى القاهرة وهو يرتدي لباس الجيش الإسرائيلي، وملفوف بعلم مصر.
ووفقا لرواية ماهر عبد الحميد ضابط المخابرات المصري الذي شارك في نقل جثمانه.
“حملناه عائدين دون أن نذرف عليه دمعة واحدة، فقد نال شرفًا لم نحظً به بعد”.
ورحل عمرو طلبة في سنة 1973 عن عمر ناهز السابعة والعشرين تاركا تاريخ مشرف. وحياة يفخر بها كل مصري عن رجل من بني جلدتهم ضحى بكل شيء من أجل رفعة هذا الوطن.