لم تكن مهنة الكمسري من المهن التي يمكن فيها توظيف النساء، ولكن هذا كله قد تغيير بعد أن تم تعيين الآنسة عايدة محمد المغاوري، كأول كمسارية في مصر حدث ذلك عام 1956 عن طريق الصدفة.
قصة أول كمسارية في مصر
كانت الحافلات في مصر تديرها شركة واحدة هي شركة المليونير المصري “عبد اللطيف أبو رجيلة” صاحب شركة خطوط نقل القاهرة.
وفي أحد اللقاءات الصحفية مع جريدة أخبار اليوم سألت الصحفية حُسن شاه رائد الأعمال أبو رجيلة :
-هل من الممكن تعيين امرأة في مهنة كمسري. في شركته؟
وكانت حسن شاة قد فصلت بدلة رسمية خاصة بها من أجل اجراء هذا اللقاء الصحفي. وخوض التجربة على الواقع.
وأجاب أبو رجيلة أنه لا يوجد مانع في ذلك ولكنه لم يتلقَ أي طلب حتى الآن من أجل التوظيف من امرأة.
عندما أنهى أبو رجيلة اللقاء، وقرأه أحد مساعديه أخبره بأن الكلام غير دقيق. وأن هناك بالفعل فتاة قد تقدمت للحصول على وظيفة كمسري. وأنه قد تم تأجيل طلبها لأنهم رأوها أنها غير مناسبة لذلك.
وعرف أبو رجيلة أن أن المتقدمة للوظيفة هي طالبة في الفرقة الثانية بكلية تجارة تسمى “عايدة” وقابلها الأول وقام بتوقيع قرار تعيينها. على أن تبدأ العمل مع نهاية الامتحانات.
وبالفعل، تم تعيينها بماهية قدرها 10 جنيهات و8 قروش في الشهر.
وقد ظهرت صورة عايدة على الصحف والمجلات. في واحدة من أهم الخطوات التي حققتها حقوق المرأة في مصر.
وقد ارتدت تلك البذلة التي أهدتها لها الصحفية “حُسن شاة”.
وأقر أبو رجيلة لعايدة عمولة إضافية قدرها 10 قروش على كل 100 قرش تجمعها من الركاب في الأتوبيس.
وكانت شركة نقل القاهرة التي يملكها أبو رجيلة تمتلك حوالي 400 أتوبيس. وقد اشتهرت تلك الأتوبيسات بلونها الأحمر الشهير الذي استمر حتى التسعينات.
ويعتبر عبد اللطيف أبو رجيلة رائد أعمال مصري شهير حيث بزغ نجمه في الخمسينات والستينات. كما أنه تولى رئاسة نادي الزمالك، سنة 1965.
الجدير بالذكر أن حادث تعيين عايدة المغاوري كمسارية قد أوحى لصناع السينم بفيلم “الكمساريات الفاتنات”. من بطولة إسماعيل يس وزينات صدقي. سنة 1975
والذي تدور فكرته حول مجموعة من الفتيات العاطلات عن العمل ويقدمن على طلب للتوظف في شركة النقل العام.
اقرأ أيضا :