صان الحجر هى إحدى قرى مركز الحسينية محافظة الشرقية وهي تبعد عن مدينة الزقازيق العاصمة ما يقرب من 75 كم وقد كانت عاصمة سياسية ودينية لمصر في العصر الفرعوني وجاء إسمها في الكتب السماوية (التوراة) بإسم " صوعن " في حين جاء إسمها في اللغة المصرية القديمة بإسم " جعنت " وبها مقابر الأسرتين الحادية والعشرين والثانية والعشرين .
ولد فيها نبي الله سيدنا موسى عليه السلام وتربى فى قصر فرعون.
وصان الحجر الآن والتي كان إسمها فى العصر الفرعوني ( تانيس ) هي احدى المدن السياحية وفيها قصور فرعون المهدمة بعد أن إستجاب الله إلي دعاء نبيه موسى التي طلب فيها من ربه أن يدمر عرش فرعون ولذلك هي المدينة المصرية القديمة الوحيدة التى أثارها كلها مهدمة وهى تبعد عن جزير عليوة 12 كم وتبعد عن الحسينية 16 كم وتبعد عن المنزلة 40 كم .
بها متحف تم افتتاحه في سبتمبر 1988 . يتكون من صالة واحدة تضم بعض المقتنيات التي جرى الكشف عنها في صان الحجر وفي غيرها من المواقع الأثرية في محافظة الشرقية . يضم المتحف مجموعة من تماثيل الأفراد ولوحات جنائزية وتوابيت وأواني فخارية وحجرية وتمائم وحلى وبعض العناصر المعمارية والزخرفة . لكن ما يعرضه لا يمثل جزء 1 % مما تحتويه صان الحجر فعلا..
وتضم المنطقة بقايا المعابد التي شيدها الملك رمسيس الثاني (1304-1237ق.م ) ومجموعة التماثيل الضخمة والمسلات التي ترجع له بالإضافة إلي أثار ترجع لملوك الأسرتين الحادية والعشرين ( 1081-931ق.م) والثانية والعشرين (931-725ق.م) من معابد ومقابر ملكية حيث اتخذت صان الحجر أو تانيس عاصمة للأسرة الحادية والعشرين ، كما عثر بها علي مقابر للأمراء وكباء رجال الدولة . وقد عثر بالمقابر الملكية علي مجموعة من الكنوز الذهبية والتي عرفت فيما بعد بكنوز تانيس الذهبية والتي تضم مجموعة من التوابيت والحلي الذهبية كما عثر علي مجموعة من التماثيل التي تحمل أسماء رمسيس الثاني ومرنبتاح .
وصان الحجر الآن هي إحدي المدن السياحية وفيها بقايا أبنية للرعامسة ومن تلاهم، وهي من المدن المصرية القديمة مهدمة الآثار مثل مدينة أخيتاتون ومدينة أواريس (أفاريس)، والمثير أن صان تصل بين سيناء وبورسعيد والدقهلية والإسماعيلية خاصة أنها تقع في منطقة بمحافظة الشرقية تعتبر الممر الرئيسي لكل هذه المحافظات..وفي عام 2006 تحولت مدينة صان الحجر إلي مركز يضم 3 وحدات محلية هي صان الحجر القبلية وصان الحجر البحرية والناصرية بمجموع سكان 85 ألف نسمة تقريبا بعد أن كانت تابعة لمركز الحسينية.
أبرز ما يميز صان كما يطلق عليه أهلها وأهالي المدن والقري المجاورة لها المزارع السمكية الكثيرة، فضلا عن مساحات الأراضي المزروعة ببنجر السكر.. لكن مأساة صان في الإهمال الحكومي، والإهمال هنا ليس إهمالا للخدمات الأساسية لكنه إهمال من نوع آخر ضحيته مدينة أثرية تاريخية تحمل في بطنها مقابر الأسر القديمة وتماثيل نادرة.. إهمال آثار صان المتهم فيه كل من له علاقة بحماية الآثار المصرية، فبدلا من السفر وقطع آلاف الأميال لاستعادة قطعة أثرية واحدة كان من الأولي الاهتمام بآثار صان الحجر ووضع حراسة عليها بعد أن أصبحت هدفا وصيدا سهلا للصوص الآثار وبعض معدومي الضمير الذين سرقوا آثار صان الحجر وباعوها وأصبحوا من أثرياء الشرقية.
يقال إن صان الحجر تحتوي علي ثلث آثار مصر وتضم عددا كبيرا من المقابر للرعامسة فضلا عن تماثيل ضخمة تركها المجلس الأعلي للآثار دون اهتمام أو حراسة ليعبث بها الأطفال وزوار الموقع الأثري بصان، ومن يدري ربما ينقل كبار تجارة الآثار هذه التماثيل قريبا من صان الحجر ونراها في فرنسا أو أمريكا أو إيطاليا أو حتي إسرائيل. تاريخ طويل ونقش علي الجدران إنها مدينة مهددة بالتخريب والاندثار بسبب الإهمال دون سبب مقنع .
صان الحجر التي يركب أهلها عربية نصف نقل مكشوفة لأكثر من 9 كيلو مترات حتي يصلوا إليها تعاني انقطاع الكهرباء لفترات طويلة وتطلب معظم قراها وصول الصرف الصحي إليها وغيرها من المشكلات، لكن تبقي مشكلة المشاكل وهي إهمال آثارها وانعدام الحراسة عليها وغياب شرطة السياحة عن متابعة ما يحدث في صان الحجر من مخالفات وانتهاكات لمنطقة لو اهتمت بها الحكومة لأصبحت مزارا سياحيا، مثل الأهرام والأقصر وأسوان.
متي ستهتم الحكومة بالمناطق النائية التي تضم آثارا من شأنها فتح مصدر للدخل وخلق مزار سياحي جديد يضاف للمزارات المصرية المشهورة التي يقبل عليها السائحون من كل مكان. لكن الغريب أن صان الحجر ليست مدرجة في برنامج سياحي لأي شركة سياحية تتعامل مع مصر لا لشيء إلا لأن وزارة الثقافة والمجلس الأعلي للآثار أسقطوها من حساباتهم.