Header Ads Widget

أسامة الباز أطاحوا به من القصر لرفضة التوريث

 فى صبيحة السبت 14 سبتمبر 2013 ، وعن عمر ناهز 84 عاماً ، توفى أسامة الباز ، المستشار السياسي للرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك ، وشقيق عالم الجيولوجيا في وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" الدكتور فاروق الباز " .

 أسامة الباز من مواليد عام 1931 م بقرية طوخ الأقلام التابعة لمركز السنبلاوين بمحافظة الدقهلية، تخرج في كلية الحقوق جامعة القاهرة، وحصل على دكتوراة في القانون من جامعة هارفارد، و هو أحد الذين اشتهروا في الحياة السياسية المصرية طوال العقود الثلاثة الماضية بمستوييها الرسمي والشعبي.

فقد عمل مستشارا سياسيا للرئيس الأسبق حسني مبارك منذ فترة طويلة، ويبدو أنه كان حريصا على التمسك بهذا المنصب ومتفهما لحساسيته، حيث مثّل له صيغة متوازنة في اقترابه من الحكم دون تحمل مسؤولية محددة. وعُرف عن الدكتور أسامة الباز مشاركته في الندوات الفكرية والثقافية ولديه اهتمامات مختلفة.

كل هذه العوامل خلقت نوعا من الاقتراب وأزالت الاغتراب بينه وبين الكثيرين، لا سيما أن خطابه الإصلاحي بدا أمام معظم النخب المصرية متطورا عن شخصيات متعددة قريبة من النظام.  

أسامة الباز واحد من الشخصيات التي دار حولها انقسام في الشارع المصري، فهو في نظر بعض الأوساط من "الحرس القديم" الذي يرى بقاءه قريبا من السلطة مرهونا بعدم تغيير الأوضاع الراهنة، وأن أي إصلاح يجب خروجه من كنف وآليات ووسائل النظام نفسه.

 لذلك كان السؤال الحاضر الغائب، لماذا لم تر رؤاه لأهمية الإصلاح والتغيير طريقها للتطبيق طوال السنوات الماضية، باعتباره المستشار السياسي للرئيس السابق حسني مبارك وأحد المقربين منه.أسامة الباز مع الزعيم الفلسطينى ياسر عرفات

 يرى البعض أن اجتهاداته في بعض قضايا الإصلاح فضفاضة وحمّآلة أوجه يمكن تفسيرها بطرق متباينة، وفي هذه الحدود يمكن القول أنه مع الإصلاح وضد التغيير. أما في نظر أوساط أخرى فيُعتبر من المطالبين بالإصلاح والتغيير في الوقت نفسه، ومع أنه من الذين رفضوا فكرة تعديل الدستور أو بعض مواده ورأى تأجيلها، فى عام 2005 م ، وصف تعديل المادة (76) بأنها الأبرز والأهم في مسيرة الإصلاح السياسي. وتوقع خطوات أكثر تطورا في هذا المجال في المرحلة المقبلة. واعتبر أسامة الباز أن إصلاح نظام اختيار رئيس الجمهورية سيؤدي إلى نقلة سياسية كبيرة في مصر لها تداعياتها وتأثيراتها في كافة الجوانب، وأكد أن خطوات التعديل تثبت جدية سياسات الإصلاح الديمقراطي في مصر.

 وعلى خلاف بعض المسؤولين في النظام السابق فقد انتقد الدعوات التي تطالب بتعطيل مسيرة الإصلاح السياسي لحين اكتمال برامج الإصلاح الاقتصادي، وأوضح أن عملية الإصلاح تتم على مسارات متوازية ووفقا لرؤية متكاملة. ونفى الباز أي ضغوط خارجية لتعديل الدستور، وقال إنها جاءت من رؤية خاصة ورغبة من الرئيس مبارك. وذهب الباز في أوائل مارس 2005 إلى أن قانون الطوارئ لا يمثل قيدا على ممارسة المواطن العادي لحقوقه السياسية، مشيرا إلى عدم وجود نية لإلغائه.

وقد أوقعه إخلاصه للرئيس مبارك وتقديره لمواهب ابنه في بعض المطبات، ففي الخامس من نوفمبر  2002 قال إن الرئيس مبارك "لن يرشح نفسه في انتخابات الرئاسة القادمة". وأكد الباز ترحيبه بتوسيع المشاركة السياسية وعدم حصرها في عدد محدود، وأشار إلى أن الرئيس لا يفكر في توريث الحكم لابنه. وفي اليوم التالي (6 نوفمبر 2002) قال بعبارة التوائية "إن الرئيس مبارك لا ينوي تمديد حكمه مدى الحياة"، وأوضح أنه من المبكر جدا قول ما إن كان سيخوض الانتخابات، ونفى قيام الرئيس بتهيئة جمال لتسلم السلطة، وأن جمال بالذات لا يعد نفسه لتسلم السلطة أو أي شيء من هذا القبيل. هناك روايات رائجة تقول إنه أحد أساتذة جمال مبارك، وفي مقدمة الذين حاولوا تهيئة جمال مبارك وتربيته سياسيا وتعريفه بدهاليز الحكم، تمهيدا لتوليه السلطة بعد والده. وبخلاف كثير من دوائر الحكم أشار أسامة الباز في مارس  2005 إلى أن الرئيس مبارك يدرس فكرة تعيين نائب له لأول مرة، وأشارت أصابع المراقبين إلى اللواء عمر سليمان رئيس المخابرات السابق .

وفى ظل هذه الاتهامات للسياسي أسامة الباز وعلاقته بملف توريث جمال مبارك للحكم، قالت الإعلامية أميمة تمام، زوجة الدكتور الباز، إن خروج زوجها من قصر الرئاسة جاء بسبب اعتراضه على التوريث، لافتة إلى أن علاقة زوجها بالرئيس الأسبق حسنى مبارك انقطعت تمامًا بعد ثورة 25 يناير، وكان السبب فيها مبارك نفسه، لأنه خلال الفترة الأخيرة لم يكن يستمع إلى الباز ولا نصائحه، وكان المحيطون به يريدونه ألا يسمع شيئًا يضر بمصالحهم الشخصية، وكان من مصلحتهم أن يكون الباز بعيدًا عن مبارك، حتى ولو بشكل إنسانى، وبعد ثورة يناير كان من الطبيعى ألا تعود العلاقة المفقودة بين الباز ومبارك خاصة أن الدكتور أيّد الثورة ومطالبها المشروعة منذ اليوم الأول، وتوقع وصول الإخوان للحكم لكنه لم يتوقع تركهم للحكم بعد عام واحد بسبب غبائهم السياسي وإرهابهم للشعب.

شارك أسامة الباز في مفاوضات كامب ديفيد وصياغة معاهدة السلام عام 1979، كما تولى الملف الفلسطيني-الإسرائيلي لفترة طويلة ، وله كتاب مهم جداً بعنوان ( مصر والقرن الحادى والعشرين ) يطرح فيه رؤيته حول المستقبل فى مصر .

على المستوى الشخصي وبعد ثورة 25 يناير 2011، أعلنت الممثلة المصرية "نبيلة عبيد" انها كانت متزوجة باسامة الباز لمدة 9 سنوات إلى ان تم الطلاق. وان الزواج كان سريا. قالت نبيلة: "لم يكن زواجي من الباز سريا، بل كان معروفا في الأوساط السياسية بعد أيام من إتمامه، ورئاسة الجمهورية كانت على علم به"، حسب صحيفة "عين"، وأضافت: "أدعو للباز بالشفاء العاجل من أمراض الشيخوخة وفقدان الذاكرة التي يعاني منها" ولذلك ترفض زوجته أن يقابله أي شخص لأنه لن يتذكره. وكانت الصحف نشرت مؤخرا موضوعا عن زواج نبيلة عبيد من أسامة الباز وأن سبب الطلاق هو زواجه من المذيعة أميمة تمام لأنها اعتبرت ذلك خيانة لها.

وقد قضى الباز الأيام الأخيره من حياته فى غرفة العناية المركزة بإحدى المستشفيات ، وترددت أخبار عن وفاته قامت زوجته بنفيها ، إلا أنها أذاعت الخبر بعد تأكد وفاته رحمه الله .