مراجعة كتاب - اسراء جاد :
“لا شك أن الكاتب الأيرلندي ذائع الصيت انقسم الجمهور والنقاد في تقييمه، فمسرحياته تجمع ما بين السطحية في بعض أبعادها والعمق في أبعاد أخرى، كما أن وايلد كان مهتما بالجمال الأدبي اكثر من أي شيء آخر حتى ولو كان على حساب الحبكة والقصة فهو يكتب كما يقول ليظهر جمال الأدب ليس إلا لا يهمه في ذلك المعايير أو الأخلاقيات أو القيم “.
على الرغم من هذا القول فأنا لم أجد هذا في هذه المسرحية، وهذه تجربتي الأولى مع أوسكار وايلد وبالتالي لا يمكنني الحكم على مجمل أعماله، لكن هنا كان وايلد ومسرحيته تدعم الأخلاق والمثل العليا وتطالب بالحق والعدل.
المسرحية عبارة عن أربع فصول في بيت أحد أثرياء لندن والفصل الأخير في بيت موظف بسيط.
في الفصل الأول عرض مجموعة من النساء وازواجهم يتحدثون عن المجتمع والفارق بين لندن وأمريكا في حضور زائرة أمريكية لكن المشكلة في هذا الفصل هى الملل فقد احتاج الكثير من الصفحات ليدمجني مع الشخصيات ولأفهم خلفية كل واحد منهم ونظرته للأمور وعن أي شيء يتحدثون.
أما في الفصل الثاني تبدأ الأمور تظهر بشكل أوضح فيعرض الكاتب وجهة نظر النساء في الرجال ووجهة نظر الرجال في النساء ووجهة نظر كل منهم في الحياة الزوجية والخلل الواضح الموجود في المجتمع الراقي، فالرجال يرون أن النساء عاطفيات ومتسلطات والنساء ترى أن الرجال لا يستطيعون إدارة شؤونهم بأنفسهم وعلى الرغم من ذلك يحاولون أن يظهروا بصورة العارفين لكل شيء، وهذا بالإضافة إلى الندية والحلفاء بينهم .
ثم يتطرقون إلى الحديث عن عقوبة المجتمع للرجل والمرأة إذا وقعوا في الخطيئة وأن المجتمع يظلم المرأة بينما الرجل لا يحمل أي إثم ويعيش وكأن شيئا لم يكن
ويظهر في الفصل الثالث والرابع شخصية تقلب الموازين رأسا على عقب وهى المرأة التي بلا أهمية والتي تدور حولها المسرحية وعقدتها من هى تلك المرأة ؟ وما صلتها بأولئك؟ وما هو رد فعل الزائرة الأمريكية عندما تعرف قصتها؟ ولولا هذين الفصلين لأعطيت المسرحية نجمتين بالكاد لكن هذين الفصلين رفعا التقييم فالأحداث وتسلسلها والحوار كانا ممتازين
نسيت أن أقول أنه عقد مقارنة بين الحياة في لندن وفي أمريكا وبين رأي المرأة في امريكا وفي لندن في الزواج الغريب أن الاعتدال كان في مصلحة الامريكان فلا أعرف كيف انقلب الحال بهذا الشكل المريع الآن؟
ما أعجبني حقا في المسرحية أنه بدأها بالحديث عن امرأة بلا أهمية ثم يعطيها كل الأهمية لتنتهى المسرحية برجل بلا أهمية فعلا، كانت نقلة سلسلة وجميلة