مقالات - أقلام حرة :
موقع زي مفكرة الاسلام , والشيخ صالح المنجد , والشيخ رمضان في مسلسل الاختيار وغيرهم كتير على الشبكة العنبكبوتية بيحكوا قصة دخول ابن تيمية على قازان ملك التتار والحوار اللي دار بينهم وانه طلب منه الافراج عن الاسرى المسيحيين قبل المسلمين
كل الكلام ده كذب محصلش الله يخرب بيت ابوكم مالوش اي مصدرررررر
وانا اخترتلكم من المراجع اللي حكت القصة على حقيقتها تاريخ الاسلام للحافظ الذهبي , والذهبي غير انه شيخ النقاد والمحدثين والجرح والتعديل , هو تلميذ ابن تيمية كان بيسمع منه ويكتب في التاريخ والحديث والرجال وعاصر هذه الوقائع وسجل تاريخه اثناء حياة ابن تيمية وانتهى منه والتتار على اعتاب دخول مصر يعني في عز المعمعة ( وقدِم رسول الملك قازان فجُهِّز إلى الدّيار المصرية ، والله يجمع كلمة الإسلام في خير وعافية. وهذا آخر ما قضى اللَّه لي تأليفه من كتاب تاريخ الإِسْلَام، والحمد للَّه عَلَى الإتمام )
قالك ايه بقى الذهبي باختصار عشان محدش بيحب القراءة انا عارف
(وطلعوا ظُهر يوم الإثنين بهدايا للأكل فِي نحو مائتي نفس ) ال200 بني ادم كبيرهم قاضي القضاة ابن جماعة وكان ابن تيمية واحد من ال200 !!
وواخدين معاهم أكل للملك قازان عشان الشيخ المنجد قالك ان الملك هو اللي قدم لهم الاكل
طب هل الوفد ده كان اول وفد يروح يطلب الامان ؟ مش يمكن ابن تيمية عمل طلعه لوحده ؟!
الذهبي قالك كان فيه طلعه قبلها بس مش شيخه ابن تيميه كان واحد تاني
(وقد كان الشريف القمي بادر إلى المسير إلى التَّتَار فرجع يوم الخميس ومعه أربعة من التَّتَار، على واحدٍ منهم ثياب المسلمين وكَلْوَتَه شاش دُخانيّ، ومروا يجهرون بالشهادتين، والناس يتسلون بإسلامهم ويطمئنون شيئا )
ايه ده يعني الشريف هو اللي جاب الامان للناس ؟!
قالك لأ برضه , الملك قازان بعت فرمان الامان مع واحد اسمه الملك اسماعيل
(ثُمَّ بعد الصلاة وصل إلى ظاهر المدينة جماعة من التَّتَار معهم الملك إِسْمَاعِيل وحضر معه الفَرَمان من الملك بالأمان، ونادوا فِي البلد: افتحوا حوانيتكم، وطمنوا قلوبكم، وادْعُوا للملك محمود غازان )
بس ابن الوردي في تاريخه قالك الوالي قبجق هو اللي اخد الامان لاهل دمشق
طب الوفد اللي راح فيه ابن تيمية عمل ايه ؟!!
( وقدِم كبراء البلد فذكروا أنهم التقوا قازان بالنِّبَك فوقف لهم وأكل مما قدموا له. وكان المتكلم الصاحب ابن الشَّيْرجيّ، والّذي دعا للملك الخطيب ابن جماعة. وقالوا لهم: قد بعثنا لكم الأمان قبل أن تجيئوا )
اللي هو والنبي ما كان فيه داعي تتعبوا نفسكم وكمان مكلفين وشايلين واحنا اصلا بعتنا الامان للناس قبل انتم ما توصلوا
المفاجأة بقى :
ان التتار مكنش عندهم اسرى اول ما دخلوا الشام لا مسلمين ولا نصارى ( مع العلم انه ازاي هياخد اسرى نصارى والنصارى اهل جزية مكانوش بيحابوا ولا بيشاركوا في الجيوش !!!!! يعني دي لوحده تبين كذب الكذابين )
يقول الذهبي : ( أما نَحْنُ، فشرع الناس يتحدثون فِي أمر التَّتَار ويذكرون عَنْهُمْ خيرا، وأن ملكهم مُسْلِم، وأن جيشه لم يتبعوا المنهزمين. وبعد تمام الوقعة لم يقتلوا أحدا. وأن من وجدوه أخذوا فَرَسَه وسلاحه وأطلقوه )
لكن الذهبي بعد كده قالك كثر الفساد والبغي من جنود التتار فراح الشيخ مع جماعة برضه مرحش وحده يعني
هااا وحصل ايه أكيد هنا بقى قاله الحوار اللي دايرين يحكوه ده في المواقع بتاعتهم !!
وراس سلطح ملطح ما حصل شوفوا الذهبي قال ايه :
(إنّه خرج مع جماعة يوم العشرين من الشهر إلى قازان وهو بتلّ راهط إلى قازان، فأُدخل عليه ولم يمكَّن من إعلام قازان بما يقع من التَّتَار )
هل الموضوع انتهى كده ؟
لأ يحكي الذهبي عن طلعة عملها ابن تيميه لقائد العسكر بولاي اللي كان محاصر قلعة دمشق
(وتوجّه يومئذ بن تيمية إلى مخيم بولاي بسبب الأسرى واستفكاكهم من أصحابه، فغاب ثلاث ليالٍ )
ايه اللي حصل فيهم التلات ليالي دول الله اعلم مفيش ولا كلمة مذكورة
طب فك بولاي الاسرى ؟ لا محصلش
(رحيل بولاي بالأسرى فسافر بولاي والتّتار وأخذوا معهم بدر الدّين ابن فضل الله، وأمين الدين ابن شنقير ، وعلاء الدّين ابن القلانسيّ، وولد شمس الدّين ابن الأثير )
طيب هل التتار كانوا منافقين اسلموا عشان يخدعوا الناس ؟
قازان اسلم سنة 694 هجري كما جاء في تاريخ ابن كثير البداية والنهاية ودخل الشام سنة 699 هجري وحسن اسلامه
يقول ابن كثير : (وفيها ملك التتار قَازَانُ بْنُ أَرْغُونَ بْنِ أَبْغَا بْنِ تُولَى بن جنكيزخان فأسلم وأظهر الإسلام على يد الأمير توزون رحمه الله، ودخلت التتار أَوْ أَكْثَرُهُمْ فِي الْإِسْلَامِ وَنَثَرَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ واللؤلؤ على رؤوس النَّاسِ يَوْمَ إِسْلَامِهِ، وَتَسَمَّى بِمَحْمُودٍ، وَشَهِدَ الْجُمُعَةَ وَالْخُطْبَةَ، وَخَرَّبَ كَنَائِسَ كَثِيرَةً، وَضَرَبَ عَلَيْهِمُ الْجِزْيَةَ وَرَدَّ مَظَالِمَ كَثِيرَةً بِبَغْدَادَ وَغَيْرِهَا مِنَ الْبِلَادِ، وظهرت السبح والهياكل مع التتار والحمد لله وحده).
امال ليه قالوا عليهم منافقين ؟!
بص يا سيدي اولا : ما فعله الجنود التتار كان يفعله المماليك وكان يفعله العثمانيين , عادة السلب والنهب دي عادة قديمة متأصلة في الجنود وقتها لانهم كلهم مرتزقة بيقاتلوا من اجل المغنم
ثانيا : الفساد اللي وقع في الشام مسئول عنه كلبين من كلاب المماليك اللي انضموا للتتار وهم قبجق اللي رجع خان التتار تاني لما الملك الناصر استرد حكم مصر وواحد اسمه عثمان البستي كان حاكم على حماة
ثالثا : ابن تيمية كان له علاقة بالامراء والحكام (ابوه كان حاكم حران والقاضي والخطيب وكل حاجة ) وكان كل ما القضاة يحبسوه يتدخل امير من الامراء ويفرج عنه , لغاية ما افرج عنه السلطان الناصر قلاوون وكان بيحبه , السلطان الناصر كان تنازل عن العرش لبيبرس الجاشنكير ولما مات الاخير رجع استرده وافرج عن ابن تيمية وعمل قعدة صلح بينه وبين القضاة وصالحهم على بعض مؤقتا
النتيجة : ان ابن تيمية كان هواه مع سلطان مصر وبصفة عامة (المماليك) ولعل السبب والله اعلم ان قازان كان سماع للكلام (ودني ) حتى قال ابن كثير انه قتل الامير توزون الذي أسلم على يديه (فَإِنَّ التَّتَرَ شَوَّشُوا خَاطِرَ قَازَانَ عَلَيْهِ وَاسْتَمَالُوهُ مِنْهُ وَعَنْهُ، فَلَمْ يَزَلْ بِهِ حَتَّى قَتَلَهُ وَقَتَلَ جَمِيعَ مَنْ يُنْسَبُ إِلَيْهِ ) وبصفته حديث عهد بالاسلام واكيد طبعا كان اشعري العقيدة ميال للصوفيه (ذكر الذهبي في تاريخه انه اسلم عند الشيخ ابن حموية الجويني وهو شافعي صوفي - والذهبي اقرب من ابن كثير ويمكن الجمع بين الروايتين ان الامير توزون كان سبب في معرفته الاسلام ولكنه نطق الشهادة عند الجويني الذي عرفه قواعد الاسلام ) يعني فتوى واحدة من احد رجال الدين وقتها كان كفيلة بقتله , وبالمناسبة سعى أكثر من شيخ لقتل ابن تيمية ومنهم الشيخ نصر المنبجى ( وكان محبا للصوفية ) واقامة حد الردة عليه لكن نائب السلطنة الأمير سلار انقذه من هذه الفتوى !
منشأ الكذبة :
أصل هذه الكذبة يرجع إلى ابن كثير في تاريخه البداية والنهاية حيث قال : (وَكَلَّمَهُ الشَّيْخُ تَقِيُّ الدين كلاماً قوياً شديدا فيهم مَصْلَحَةٌ عَظِيمَةٌ عَادَ نَفْعُهَا عَلَى الْمُسْلِمِينَ وَلِلَّهِ الْحَمْدُ) وده الموقف اللي حكاه الذهبي بتاع الأكل اللي اخدوه هدية لقازان ولما قابلهم قالهم انا سبقتكم وارسلت الامان , يبقى كلام ايه العنيف اللي قاله ابن كثير ده وفين اصله يا ابن كثير ؟!!!
وقال ابن كثير في اجتماع ابن تيمية ببولاي :
(وَفِي هَذَا الْيَوْمِ خَرَجَ الشَّيْخُ تَقِيُّ الدِّينِ بن تَيْمِيَةَ إِلَى مُخَيَّمِ بُولَايِ فَاجْتَمَعَ بِهِ فِي فكاك من كان مَعَهُ مِنْ أَسَارَى الْمُسْلِمِينَ، فَاسْتَنْقَذَ كَثِيرًا مِنْهُمْ مِنْ أَيْدِيهِمْ، وَأَقَامَ عِنْدَهُ ثَلَاثَةَ أيَّام ثُمَّ عَادَ )
زود ابن كثير على رواية الذهبي ان شيخه استنقذ كثير من اسرى المسلمين
مجابش سيرة اسرى نصارى
ده غير ان الذهبي قال ان بولاي رحل ومعه من الاسرى علماء المسلمين يعني ناس مش اصحاب حرب وكان اولى يتركهم !!
الخلاصة :
لم نجد اصل للحوار الذي يدعيه الادعياء أنه دار بين ابن تيمية وقازان ملك التتار او بين ابن تيمية وبولاي
انتهى .
مراجعنا ( تاريخ الاسلام , العبر في من غبر , تاريخ ابن الوردي , النجوم الزاهرة , مختصر تاريخ البشر , مرآة الجنان , البداية والنهاية )