ابداعات - قصص قصيرة - روضة الدخيل :وقفت أمام المرآة تجدل ضفائر الحلم، ونامت في ربوعه تتوسّد وردة.
استيقظت متأخّرة، ذاك المنبّه الغادر كان في غفوة، ففات قطار الموعد،
على عجل ارتدت ملابسها، طبعت قبلة سريعة على خدّ الصّباح وانطلقت.
وقفت فزعة أمام باب المدرّج، كيف ستدخل محاضرتها الأولى متّهمة بالإهمال
طرقت الباب بيد مرتجفة وفتحته ، طالعها بقامته الفارعة ولم يردّ تحيّة الصّباح، بل اكتفى بإيماءة متعالية، اتّخذت مقعدها في الصّفّ الثّاني مسافة بين القرب والبعد.
راحت تلاحق كلماته كعزف على أوتار روحها.
فيه شيء غريب ، سحر عجيب ،والعيون كلّها مأسورة، تتابع ما يقول.
وفي فترة الاستراحة بقي واقفا على المنصّة كملك، لحظات وأحاطت به الحسناوات،
انتهت فترة الاستراحة و عاد كلّ إلى مكانه، وتلاحقت الأسئلة وفي إجاباتها الدّقة والتّميّز
ولكن لا ثناء .
وقبل نهاية المحاضرة كان السّؤال: من سيناقش بحثه في الجلسة القادمة ؟
وما تردّدت، وقفت بقامتها الممشوقة، وحضورها الّلافت وعنقها الأغيد وقالت:
مرّت السّنون بإيقاع أخّاذ، وصارت على أبواب التّخرج، وهو قطع شوطا كبيرا في دراساته العليا وطريق الحلم معبّد بالورود، قريبا سنلتقي هذا ما كان يهمس به في أذنها.
كانت تحلم باليوم الذي ستتخرّج فيه سيتقدّم لها، وكان اليوم الموعود، أرادت فرحتين؛ الأولى نالتها بامتياز، وجلست في المكان المعتاد تنتظر قدومه. أطلّ أسطوريّ الملامح، كما صوّره قلبها أوّل مرّة ، فاجأها: قولي مبارك .
زغرد القلب مرفرفا في فضاء الأمل ، قالت بحياء: مبارك، ولكن ! علام' ؟
استقرّت نظراته في قلبها ، فأصابته بمقتل ، ولكنّها تماسكت وانتظرت، قال متنهّدا بسعادة:
أدركت أنّها الخاسرة، بكت كثيرا، اعتزلت العالم، وهو سافر من دون سؤال، لم تكن قادرة على جدال نفسها، اكتفت بابتسامة ساخرة :
- كم كنت غبية!
وفي صراع لحظة حياد، كانت المواجهة قاسية بينها وبين هويّة الوجود، الآن قرّري إمّا أن تكوني أو لا تكوني.
سارت على الطّريق بعد طول غياب، اشترت صحيفة، طالعها إعلان على عجل
استيقظت متأخّرة، ذاك المنبّه الغادر كان في غفوة، ففات قطار الموعد،
ولكنّها ستلحق به وإن متأخّرة.
على عجل ارتدت ملابسها، طبعت قبلة سريعة على خدّ الصّباح وانطلقت.
وقفت فزعة أمام باب المدرّج، كيف ستدخل محاضرتها الأولى متّهمة بالإهمال
وهي الّتي عشقت دقّة المواعيد منذ بزغت شمسها في الحياة!
طرقت الباب بيد مرتجفة وفتحته ، طالعها بقامته الفارعة ولم يردّ تحيّة الصّباح، بل اكتفى بإيماءة متعالية، اتّخذت مقعدها في الصّفّ الثّاني مسافة بين القرب والبعد.
راحت تلاحق كلماته كعزف على أوتار روحها.
فيه شيء غريب ، سحر عجيب ،والعيون كلّها مأسورة، تتابع ما يقول.
وفي فترة الاستراحة بقي واقفا على المنصّة كملك، لحظات وأحاطت به الحسناوات،
أمّا هي فظلّت جالسة وكأنّها في حكم الحصار، اكتفت بالمراقبة، وهو ينظر ويبتسم بزهو، عيناه تغازلان الجميلات وكلماته رصاصات في قلبها، ومع ذلك اكتفت بالنّظر، وفجأة تلاقت النّظرات، كانت نظراته صقريّة الإيقاع ونظراتها حالمة، وسرعان ما أخفضتها خجلا.
انتهت فترة الاستراحة و عاد كلّ إلى مكانه، وتلاحقت الأسئلة وفي إجاباتها الدّقة والتّميّز
ولكن لا ثناء .
وقبل نهاية المحاضرة كان السّؤال: من سيناقش بحثه في الجلسة القادمة ؟
وما تردّدت، وقفت بقامتها الممشوقة، وحضورها الّلافت وعنقها الأغيد وقالت:
- أنا سأناقش بحثي.
خرج الجميع، وتأهّبت هي ،وقبل أن تتجاوزه، قال لها:
خرج الجميع، وتأهّبت هي ،وقبل أن تتجاوزه، قال لها:
- تشبهين كثيرا (نفرتيتي).
حلّقت بلا أجنحة، ومنذ ذلك اليوم صار فارس حلمها، يرافقها في اليقظة والمنام، ويخصّها بالكثير من وقته، ويتعمّد مغازلتها علنا، وهي جعلت روحها سريرا لينام
حلّقت بلا أجنحة، ومنذ ذلك اليوم صار فارس حلمها، يرافقها في اليقظة والمنام، ويخصّها بالكثير من وقته، ويتعمّد مغازلتها علنا، وهي جعلت روحها سريرا لينام
هانئا مطمئنا.
مرّت السّنون بإيقاع أخّاذ، وصارت على أبواب التّخرج، وهو قطع شوطا كبيرا في دراساته العليا وطريق الحلم معبّد بالورود، قريبا سنلتقي هذا ما كان يهمس به في أذنها.
كانت تحلم باليوم الذي ستتخرّج فيه سيتقدّم لها، وكان اليوم الموعود، أرادت فرحتين؛ الأولى نالتها بامتياز، وجلست في المكان المعتاد تنتظر قدومه. أطلّ أسطوريّ الملامح، كما صوّره قلبها أوّل مرّة ، فاجأها: قولي مبارك .
زغرد القلب مرفرفا في فضاء الأمل ، قالت بحياء: مبارك، ولكن ! علام' ؟
استقرّت نظراته في قلبها ، فأصابته بمقتل ، ولكنّها تماسكت وانتظرت، قال متنهّدا بسعادة:
- أخيرا، حصلت على البعثة ، وسأسافر بعد شهر واحد.
امتدّت المسافة ما بين حلمها وكلماته، ومع ذلك همست بتضرّع :
امتدّت المسافة ما بين حلمها وكلماته، ومع ذلك همست بتضرّع :
- وأنا؟
فرك كفّيه بحماسة :
فرك كفّيه بحماسة :
- مشروعنا مؤجّل ، قدّمي أوراقك وقد تلحقين بي في البعثة التّالية.
- وإن لم ألحق بك؟ قالتها حزينة.
قال وهو يقف :
- وإن لم ألحق بك؟ قالتها حزينة.
قال وهو يقف :
- الدّراسة أوّلا و أنا لا أفكّر بغيرها الآن، ثمّ نظر في ساعته و قال: آسف، سأنصرف الآن ، تعلمين ، الوقت هو المشكلة دائما، وسنتّفق كيف سنتراسل، ومضى دون التفات.
أدركت أنّها الخاسرة، بكت كثيرا، اعتزلت العالم، وهو سافر من دون سؤال، لم تكن قادرة على جدال نفسها، اكتفت بابتسامة ساخرة :
- كم كنت غبية!
وفي صراع لحظة حياد، كانت المواجهة قاسية بينها وبين هويّة الوجود، الآن قرّري إمّا أن تكوني أو لا تكوني.
سارت على الطّريق بعد طول غياب، اشترت صحيفة، طالعها إعلان على عجل
( تعلن الجمعيّة الخيّريّة عن مسابقة لتعيين مدرّسين لذوي الاحتياجات الخاصة) لما لا؟ أرغب بالتّعامل مع صنف مختلف من البشر. وأسرعت تحثّ الخطا نحو أقرب مكتبة.
---
روضة الدخيل
أديبة سورية