صدر حديثا - كتبت سلوى حسين :
صدرت عن دار أبجد للنشر والتوزيع بجمهورية مصر العربية الطبعة الثالثة ل:
رواية طيبة للأديبة الروائية والكاتبة / عالية شعيب
عاليه شعيب أستاذه جامعية حصلت على الدكتوراه من جامعة برمنجهام بلندن برسالتها عن هوية جسد المرأة في القرآن كما سبق لها الحصول على الماجستير في مجال فلسفة الأخلاق
تعمل عالية شعيب أيضا كمخرجة سينمائية في إخراج الأفلام القصيرة كما أنها فنانة تشكيلية أيضا
وقد صدر لها أعمال أدبية تنوعت ما بين الرواية والدراسة والنصوص الشعرية مثل:
شقة الجابرية
أخت الفتنة
قلق غزالة
باريس
وبمناسبة صدور الطبعة الثانية لرواية طيبة كان قد كتب الناقد المعروف محمد هشام المغربي بجريدة القبس الكويتية هذا النقد للرواية مبينا مواطن الجمال بها فكتب يقول :
"فوجئت وانا وسط احداث الرواية انها حقيقية.
المؤلفة لا ترمز ولا تتخيل ولا تختلق شخصيات يمكن أن تلقي بظلالها على الواقع
بل تكتبهم بالفعل، بالاسم، بالصوت والحركة والروح.
بل تكتبهم بالفعل، بالاسم، بالصوت والحركة والروح.
بدت لي الرواية مجموعة مذكرات أو سيرة ذاتية مصاغة بأسلوب روائي لا اكثر.
المشاعر والقيم:
آتي لأعمق نقطة في هذه الرواية بحسب رأيي واهم ما فيها. وعلى حد قول المؤلفة :
" تصير هي محور العالم هي البداية والنهاية تصير محور وجودي وغيابي".
" تصير هي محور العالم هي البداية والنهاية تصير محور وجودي وغيابي".
كتبتها المؤلفة بصدق صاف، بلغة شفافة وحنان مفرط وواقعية ناعمة، جعلت قارئها يشتهي ان يكون محلها، ومن لا؟!
ان تصاعد النص واحتشاد المشاعر يكمن في ثلاث نقاط أرتبها تصاعديا حسب الاهمية وحسب المساحة التي اجترحتها من النص.
الأم (البنوة اللازمة):
إن لموت شخصية الام في الرواية تهدما جارحا في نفسية أي بنت.
وعلى الرغم من العبارات الصارخة ألما، الموحية بحجم تعلق البنت بأمها، لكنني أرى ان موقفها ضعف بسبب تطرق المؤلفة في معرض الحديث عن الاب لسلبيات الام مما تراكم في ذهنية القارئ مشكلا حاجزا بيننا وبينها لدرجة انها لم تتعود على احتضانها
ولم تشعرها بحنانها الا بعد ان عرفت بخبر الحمل. تقول 'هل كان لا بد من الحمل
لتحبني امي وتحتضنني كما تحتضن اخوتي؟ لن تحبني مثلهم، تأخر الوقت كثيرا'.
ولم تشعرها بحنانها الا بعد ان عرفت بخبر الحمل. تقول 'هل كان لا بد من الحمل
لتحبني امي وتحتضنني كما تحتضن اخوتي؟ لن تحبني مثلهم، تأخر الوقت كثيرا'.
اظن ان محاول 'تعديل' صورة الام بالتذرع ببشريتها قبالة ملائكية الاب لم يكن مقنعا ابدا. اشعر ان هذه المشاعر مقحمة على اصل الرواية الحقيقي.
الأب (البنوة الحقة):
ولو لم تكن (هند) لكان محور الرواية. فعالية تكتب بصدق حنين عن هذه التجربة، هذه العلاقة المقدسة، تكتب تفاصيل الروح ووشوشة المشاعر وبكاء القلوب. وفعلا عندما يلف الحديث صوب الوالد تنتابني رعشة حزن نجحت المؤلفة في زرعها في القارئ.
انه الرفيق طول الدرب ولو مات في وسطه، الحامي والمساعد في احلك الظروف انه الملجأ. تقول: 'مبروك وابي ليس هنا لأركض وادفن رأسي في صدره ويمسد شعري
ولا يسألني ما بي. حملي الاول وابي ليس هنا ليفرح ليشرد بعيدا ويهمهم فيرد عليه البحر. هراء فرح الناس. اتوب ترى كيف انسلخ عن ملامح هي بلور ذاتي، عن رائحة أبي وجهه ويديه اقبلهما واذوب في ريش المسك' .
انه الرفيق طول الدرب ولو مات في وسطه، الحامي والمساعد في احلك الظروف انه الملجأ. تقول: 'مبروك وابي ليس هنا لأركض وادفن رأسي في صدره ويمسد شعري
ولا يسألني ما بي. حملي الاول وابي ليس هنا ليفرح ليشرد بعيدا ويهمهم فيرد عليه البحر. هراء فرح الناس. اتوب ترى كيف انسلخ عن ملامح هي بلور ذاتي، عن رائحة أبي وجهه ويديه اقبلهما واذوب في ريش المسك' .
وتقول فيه بعد موته: 'مشتاقة لغرفة أبي التي فرقت أمي اثاثها واغراضها وتبرعت بملابسه حين كنت خارج البلاد ذات مرة بحجة انها نصيحة الجيران، هؤلاء الجهلة'
'كان واضحا انهم يريدون نسيانه بينما اريد انا ابقاءه حيا حيا' .
هند: لهند حكاية اخرى!
حدث عظيم لو اكتفت المؤلفة به لاقامت رواية ناجحة ايضا. برأيي نجحت المؤلفة في تصوير التناقض في فترة الحمل في توزع مشاعر الام بين نفسها وماضيها وطفلها ومستقبلها، هكذا تتصاعد الازمة بتناقضاتها لتصل ذروتها بفصل في غاية الابداع (شهوة موت بنفسجية) وللا أزال مدهوشا بهكذا طرح مغاير وملاصق للحس. تقول 'لا حدود لخوفي ولهاث قلبي ولا حدود لشهوة الموت التي تمتطيني وتحتل وعيي منذ ايام، الايام طويلة ثقيلة لزجة ممثلة تتمطى على جسدي المنتفخ والمنتشر والمتسع والضخم كبالون' .
ثم الانهيار في الحنان والامومة 'فجأة لا معنى للمكان بدونها، ولا معنى للألم حين تصحو وتفتح عينيها، لا شيء يعنيني سواها ولا شيء يهمني إلاها، معها كل الاشياء خضراء نضرة وردية لامعة وانا جميلة للمرة الأولى، انا جميلة بها'
أو حين تصف لحظات في غاية الروعة والحنان والشعرية في الصياغة كهذه 'الحليب يملأ وجودي بفيض لؤلؤه والجدار يزداد بياضا وانا اترقب همس جلدي وزيت الورد يصب رويدا رويدا واستشعر نبض الوجود في عروقي، انوثتي تشع بصخبها الملون، انا حقيقية وانا هنا'.
فصل 'سميتها طيبة وسمتني' :
اتمنى ان احفظه لشدة عاطفته ورقته وصدقه. ثم تطوف بقارئها ليلامس نمو طفلها بعين ويد، بفكر وقلب. نأكل مع هند ونلعب معها ونغني اذا ما ضحكت ونعود لنومها ونعود لضجرنا. بوركت! بقي ان اقول انه لا مانع للكاتب من ان يسطر سيرته الحياتية في رواية دون المساس باشخاصها او ادخال يد الخيال والحرفة في تكوينهم وتطورهم واحداثهم. انما اشعر ان ثمة مبالغة في ذلك، فمثلا الرواية مكتوبة بكل خصوصية المؤلفة وهذا يجعل من القارئ الذي لا يعرف تاريخ المؤلفة يسأل عن حلقات مفقودة في النص، مثل ذكرها فجأة ان الشخصية 'عالية' لها لوحات ومعرض وطلبة 'تائهة بين مهام طلبات الدكتوراه ونصوصي المعطلة ونساء لوحاتي ينتظرن' .
ثم ان في الرواية جملا مقحمة فاعتمادا على ما قدمته المؤلفة من معلومات حول شخصية البطلة، فالقارئ لا يفهم لماذا تشدد على جملة مفادها التبرؤ مما عملت او ايراد شخصيات لمرة واحدة بذكر الاسم والصفة مثل 'ناجي الزميل الطموح' , 'طالبتي العزيزة شيماء' دون رسم الشخصية ولا تبرر ذكرها.
حتى انها في باب ذكر كتبها ذكرت ان لها كتابا منع ولا اعرف اهمية ذلك لمن يقرأ هذه الصفحة.
كانت رواية تأمل وغبطة.
محمد هشام المغربي , نقلا عن موقع القبس الكويتية
لطلب الرواية عبر صفحة دار أبجد ومعرفة منافذ التوزيع من هنا