نثر وخواطر - بتول يوسف :
نُدْبَة
و نَدْبَة!
وكيف
أمر بك من دون أن نتعانق ؟ فهل ثَمَّ محل للقلب غير الأضلع!؟
كيف
تكون عابراً ,وأكون حجراً؟
أنا
الحجر الذي نحتني ..
أنا يا سيدي ..مازلت
كما قولبتني ..
***
مذ
رحلت ..
لم
أعد أرى نفسي ..وقد كانت عيناك مرآتي ..
مذ
رحلت ..
لم
أعد أستسيغ طعامي وقد كان وجهك خبزي وشهيتي..
مذ
رحلت ..
وأنا
ذابلةٌ عطشى وقد كنت زمزمي وسقايتي ..
مذ
رحلت ..
لا
الصوت صوتي ولا الوجود لي ..
مذ
رحلت وأنا خلفك ؛ خلفك ولم أتقدم قط ..
ألاحقك فيغبطونني الطريق وما علموا أنني لم أبلغ بعد غايتي !
***
ألاحقك فيغبطونني الطريق وما علموا أنني لم أبلغ بعد غايتي !
***
يا
وجعي ..
يا
غايتي الهاربة ..
يا
بقية الروح في هذا الحجر ..كلما نظر إليك هذا الحجر المشلول شلَّ وجعاً وحباً!
ليس
لي بغيرك أحلام ..هل يحلم من ليس له جناحان ؟
لا
يحلم المشلول ..
لا
يحلم الضرير ..
لا
يحلم فاقد القلب ..
مخيلتي
مشوشه وقد ذهبت بعقلي فلم يبق فيه سواك ..
هل
تسعد أن أعمى عن كل الوجود ولا أبصر سواك ؟
هل
تسعد أن يبلغ الألم حد القلم ؟
هل
تسعد أن يصير الندب بلاغة تكتسي بها الكلمات؟
هل
تسعد أن أوظف كل خليةٍ فيَّ لتبكيك ؟
أنت
الجبل الشامخ داخلي ..كيف أبكيك فقط بعينين ؟
كل
الجوارح لا تكفي ..
كل
الحواس لا تكفي ..
كل
العمر لا يكفي ..
***
***
لن
يأتي اليوم الذي يزلزل فيه الجبل فينسف !..
لن
تذيبك أي دموع ..
لست
صرحاً لينمو قبالك آخر ..
أنت
الحقيقةُ التي كلَّما رميتها بالكذب طعنتني بصدقها !..
أنت
الذي شببت عليه وسأشيب به ..
دخلتني
من قبل أن أكون ..قولبتني لا أبصر سواك ..
لا أسمع غيرك ..ولا أشم سوى رائحتك ..
لا أسمع غيرك ..ولا أشم سوى رائحتك ..
للجميع
خارطةُ طريق ..وأنت خارطتي ..
للجميع
خارطةُ جينات وأنت جيناتي ..
أفهل
ينسى الأهل والخلان سوى ناقص المروءة؟
أبتعد
..وأحسب نفسي عنك ابتعدت ..وإذ بي أحملك دماً في عروقي !
أغادر
مدينتنا طمعاً بالبعد عنك لأجد وجهك يرحب بي في كل وجهةٍ أتخذها !..
الهواء
الذي يدخل رئتيَّ يدخل مطمئناً
إذ مرَّ برئتيك وتمازج مع لحمك ودمك قبل أن تلتقطه أنفاسي ..
***
إذ مرَّ برئتيك وتمازج مع لحمك ودمك قبل أن تلتقطه أنفاسي ..
***
لا
يمكن إلغاءك ..هل ألغي من خلقني فلا أُخلق ؟
هل
أُلغي قلبي فأبقى حجراً ؟!..
لا
يقتل البحر قطره ..ولا ينسف الجبل زهره ..
ليلي
بغيرك طويل ..تخيَّل يدوم عليَّ سنوات ، ومازلت على خوفي ،
الظلام يشلني في هذا النفق ..وأرى قطارك يعبرني مندفعاً
وأنا مجثاة على بأسي وقلة حيلتي ، تنتفض حجارتي وتصرخك
:" أيها القلب أفما تحتاج جثةً تسكن إليها ؟؟"..
الظلام يشلني في هذا النفق ..وأرى قطارك يعبرني مندفعاً
وأنا مجثاة على بأسي وقلة حيلتي ، تنتفض حجارتي وتصرخك
:" أيها القلب أفما تحتاج جثةً تسكن إليها ؟؟"..
لن
تسمع أبداً صراخ الحجارة ..القلب والحجر ضدان ..
ستبقى نُدبةً على هذا الحجر ..نُدْبةً ونَدْبَة!..
ستبقى نُدبةً على هذا الحجر ..نُدْبةً ونَدْبَة!..
بقلم
بتول يوسف