بقلم / بتول أحمد يوسف :
حسناً ..
لست متأكداً من كوني أنا الذي أكتب لكِ في ساعاتٍ متأخرة من
الليل ، وتخيلي لا توجد أغنيةٌ تصاحب ليلتي مع هذه الأحرف ، ولعلها أبرد الأحرف التي
قد تقرأين , إذ كتبها إليكِ رجلٌ قطبي ..
تخيلي !!..
حتى ذلك الموسيقي الذي كنا نستمع لمقطوعاته لم يكن يغني للحب
، كان يشكو الفراق ، وكنا مشغوفين حباً بحيث لم ننتبه ..
توقفت كيمياء الموسيقا بيننا ..
أنا لك لست مشتاقاً ..ولست عابداً ولا ملحداً ، قد توقف الوقت
في الحين الذي لم أعرفك فيه ، وحتى جملتي الأخيره أظنها مبالغه ..
أنا لك مدرك ..أنا أدرك كيف كنا وذاكرتي بك عامره ..لكني
لم أعد أستطيع أن أظفر كلماتي لك عناقاً ولا أن أحمل لك في عينيَّ حبَّاً ..أنا ببساطه
لم تعد تؤلمني الذكريات ..
الطريق الحجري حيث كنا هناك مازال على حاله ..ذكرياتنا هناك
مازالت أيضاً ..
ليتك فقط لم تتلفي الجدران برسومك الطفوليه ، وهناك أيضاً
المقهى الرديء الذي كنا نرتاده مازال رديئاً وشاهقاً في علوه ..
وهناك الدكان الذي يبيع الحلوى مازالت به تلك السيدة الثرثارة ...
أود حقاً أن أنظر إلى المدينة التي جبناها معاً نظرة رثاء
..لكننا انفصلنا بطريقةٍ لم تترك للألم مكاناً حتى نرثي !
لن أتلاعب بكلماتي فأشدهك بفطنتي ..
قد كنت تعلمين أني رجلٌ فوضوي ..لا أستطيع القيام بأعمالي
في أوانها ، أستميحك عذراً إذ طال السكون وامتد الملل كان لابد أن نطوي هذه الصفحات
كما لو كنت قوس مطرٍ طلَّ من بعد شتاء ، هي هكذا الأفراح فترات ، ولا تستغربي إذ لا
أنفي عنك فرحي بك ؛ قلت لك :"أنا رجل قطبي يدرك كم ارتفعت حرارة قلبه امامك"
استميحك العذر مرةً أخرى إذ كتبت لك على حين غرة فلم تتوقعيني
، قد أوحى بك الملل لي ولم أشأ أن تتحيريني ! ..
أنا من جانبي لست متغافلاً عن صفحاتنا معاً ..أدرك وجودها
ولا أرى فيه ضرراً لأمحوها ..لست الجرح الذي ترش الذكريات فوقه ملحاً ..أنا متكاسلٌ
عن طي صفحاتنا معاً ..فلنترك هذه الدفتر مفتوحاً أمام الحياة ..سترديه كما ردتنا قتلى
أمام أحلامنا ..ولا تلومي فيَّ إذ وجدت كلماتي ضحلةً بالمشاعر ..الجليد لا يعرف دفء
الحب ..
للمرة الأخيرة ..اعذريني ..
اذ قد تصلك رسالة ..ربما هي لك حين كنتِ ..قد حسبتكِ أنتِ
.. في الحين الذي لم أعد فيه أنا ...
---
بقلم بتول يوسف