Header Ads Widget

أشرف مصطفى توفيق يكتب تحت معطف الذقون الطويلة على هامش ثورة الضباط الأحرار


الحلقة الثانية من سلسلة: على هامش ثورة الضباط الأحرارتحت عنوان :تحت معطف الذقون الطويلة دراسة يكتبها : الكاتب والأديب والمستشار / أشرف مصطفى توفيق - رئيس محكمة سابقا


( ويقدر عبد اللطيف البغدادى عدد الضباط الاحرار250 ضابط، ويقدر العدد "أحمد حمروش" بالضعف 500،ولكن السادات يرفع العدد ل1000ويقول بعضهم لحق بالتنظيم قبل الثورة بإيام وبعضهم انضم لنا يوم الثورة نفس. )
يحدثنا التاريخ أن علاقة الإخوان بالجيش تعود إلى ما قبل ثورة 1952 بسنوات طويلة،وكانت أقرب إلى علاقة التحالف والصداقة،لقد كانت جزءا من علاقة تنظيم الضباط الأحرار بالإخوان المسلمين،التى تعود إلى منتصف الأربعينيات من القرن الماضى،ويرى"سعود المولى"فى كتابه الإخوان والجيش الصادر فى 2017 أن تنظيم الضباط الأحرار - بحسب الإخوان تنظيم إخوانيا - أساسا، وظل إخوانيا صرف حوالى خمس سنوات منذ تأسيسه ..
لقد  انعكس على تنظيم الضباط الأحرار الأحداث التى أثرت على مجرى الحياة السياسية فى المجتمع المصرى، وأهمها حادثة 4 فبراير 1942 وثورة رشيد عالى الكيلانى فى العراق وظروف الحرب العالمية الثانية، ثم حرب فلسطين عام 1948 التى تعد وبحق أحد الأسباب المباشرة التى عجلت بقيام ثورة يوليو 1952نتيجة لتزايد السخط فى نفوس ضباط الجيش مما لاقوه فى هذه الحرب..
ويكتب "خالد محيى الدين" : (انه فى منتصف1949كان الاجتماع الأول للضباط الأحرار وكان فى بيت عبد الناصر،وحضره 6ضباط هم :جمال، وعبد المنعم عبد الرؤوف، وكمال الدين حسين، وحسن ابراهيم، وخالد محيى الدين.وقتها قال عبد الناصر: أنا معايا عبد الحكيم عامر..لكنه لم يستطع الحضور اليوم.)
وتمكنت وقتها جماعة الإخوان المسلمين،والتنظيمات الماركسية،ومصر الفتاة من اجتذاب بعض الشباب من ضباط الجيش إلى الاهتمام بالقضايا العامة وأدى ذلك إلى أن تتباين الإتجاهات داخل تنظيم الضباط الأحرار،حيث سبق أن انضم بعضهم إلى جماعة الإخوان مثل:عبد المنعم عبدالرؤوف وكمال الدين حسين، وانضم البعض الآخر إلى التنظيمات اليسارية مثل يوسف صديق، وأحمد حمروش وخالد محيى الدين. 
وتعلن د.لطيفة أحمد سالم فى كتابها "سقوط الملكية": أن جمال عبد الناصر فى عنقه بيعة للشيخ "حسن البنا" .
وهناك فرقة للضباط بالاخوان كان فيها: عبد المنعم عبد الرءوف،وحسين حمودة،وكمال الدين حسين،وخالد محيى الدين وإن كان خالد محيى الدين كان أيضا فى احد الجماعات الشيوعية "استرا".

متى بدأ اتصال جماعة الإخوان بضباط الجيش ؟
ويرى البعض أن اتصال جماعة الإخوان بالضباط الأحرار بدأ منذ الحرب العالمية الثانية,وكان عزيز المصرى يمثل نقطة البداية فى هذه الاتصالات إذ إن صلة الإخوان "بعزيز المصرى" كانت سابقة لصلتهم بالجيش وكذلك صلة الضباط به كانت سابقة على صلتهم بالأخوان، فقد قام وفد من الإخوان وعلى رأسهم "حسن البنا" المرشد العام للجماعة باستقبال عزيز المصرى فى المطار، إثر عودته من لندن عام 1937، وقد استقبله فى المطار ثلاثة أشخاص يرتدون الملابس الإسلامية وقدموا له التحية «وفقا لرواية "ريتشارد ميتشيل" فى كتابه الأشهر والأبرز عن الإخوان المسلمين« ومنذ ذلك التاريخ توطدت العلاقة بين حسن البنا وعزيز المصرى، ويشير أنور السادات إلى الاتصال الذى جرى بين الضباط الأحرار،والإخوان بأنه قد قابل حسن البنا عام 1940 وتكررت زياراته له،وكان الشيخ حسن البنا هو من قدمه إلى عزيز المصرى أول مرة وعرض عليه الانضمام إلى جماعة الإخوان المسلمين،وكاشفه عن نشاطه فى جمع السلاح وتخزينه والتزامه السرية الكاملة فى ذلك حتى على الإخوان أنفسهم.وقد حل"عبد المنعم عبد الرؤوف" محل أنور السادات- فى روايه السادات- كضابط اتصال بين الجيش والإخوان بعد القبض على السادات فى أغسطس1942و معه زميله حسن عزت بسبب اتصاله بعملاء الألمان ..
وأخذ عبد المنعم عبد الرؤوف يدعو فى الصفوف العليا للضباط لتأييد الإخوان المسلمين وساعده فى ذلك "محمود لبيب" وكيل الشؤون العسكرية بحركة الإخوان المسلمين وتم لقاء بين محمود لبيب ضابط الجيش المتقاعد،وجمال عبد الناصر فى صيف 1944.وفى هذا الاجتماع تحدث محمود لبيب عن التحرير وعن الحاجة الشديدة إلى أن يبدأ الجيش فى القيام بدور نشط فى قضايا الأمة، وأن يعمل على تخليصها من ورطتها وركز على الحاجة إلى الإيمان وسأله جمال عبد الناصر عن معنى ذلك من الوجهة العملية،فكانت الإجابة، فلنبدأ بتنظيم تلك المجموعة المؤمنة من مجموعات الجيش بحيث نكون منضمه لنا حتى يحين الموعد ليصبح من المستحيل على أعدائنا أن يسحقونا،ولقد كان من بين نتائج هذه المقابلة أن عبد الناصر قد تأثر باللقاء تأثرا عميقا وبدأ يرتب لوضع خطة الثورة ! وانضم إلى عبد الناصر ضباط آخرون داخل الجيش مثل ( رشاد مهنا وكمال الدين حسين وحسين الشافعى،) ولعب عبد المنعم عبد الرؤوف دورا هاما فى إقناع الضباط بضمهم إلى الجماعة..
وفى فبراير 1946،سئل عبد الناصر هل تتوقع من الإخوان خيرا ، قال «نعم خيرا كثيرا »، وكان هذا أول تعبير طيب لعبد الناصر تجاه الإخوان، مما دفع البعض من المؤرخين والباحثين السياسيين إلى أن يصل إلى نتيجة مؤداها أن عبد الناصر فكريا يعود بجذوره إلى مصر الفتاة وجماعة الإخوان،وأن «فلسفة الثورة» ما هى إلا ترجمة متطورة لمخطوطات الشيخ حسن البنا فى الثلاثينيات.
لقد بدا الإخوان المسلمون فى صورة طيبة أمام أعين تنظيم الضباط الأحرار بعد انتهاء الحرب. ويرجع أحد كتاب الثورة (أحمد حمروش) انجذاب عدد من ضباط الجيش لجماعة الإخوان إلى سببين:
- السبب الأول : معاداة الجماعة للحزبية فى صورتها التى كانت سائدة قبل الثورة،
- السبب الثانى : هو ما اتسم به نظامها من دقة، حيث كانت أكثر انضباطا من كل الأحزاب.
ومن ثم عمل الضباط الأحرار كحلقة وصل بين الجيش والإخوان ليعملوا معا دون روابط ظاهرة إلى أن يحين الوقت.

العلاقة بين جمال عبد الناصر وجماعة الإخوان المسلمون 

وعندما استدعى عبد الناصر أمام إبراهيم عبد الهادى الذى سأله عما إذا كان يؤيد حكم الإخوان لمصر فأجاب : [ إن بعض المصريين يفضلون السعديين،وبعضهم يفضل حكم الوفديين،والبعض الآخر يفضل الإخوان، وأنا من هؤلاء الآخرين.]  . 
بل إن العلاقة بين الإخوان وعبد الناصر دخلت مرحلة أكثر ترابطا مع اقتراب يوم إعلان الثورة فى23 يوليو1952 ففى ديسمبر 1950 ثارت شبهات حول أمر الضباط الأحرار وتم القبض على عدد منهم قبل الإعلان رسميا عن تدخلهم فى المسائل السياسية،وقد أدى ذلك إلى مزيد من التقارب بين الطرفين وتحسبا لأسوأ الاحتمالات قام جمال عبد الناصر بترتيبات سرية  ( لنقل مخزون الأسلحة وإخفائه فى عزبة (محمود العشماوى) والد صديقه "حسن العشماوى" أحد أعضاء جماعة الإخوان.) ويرى البعض من مؤرخى تلك الفترة أنه كانت هناك علاقة بين الإخوان وعملية الإعداد للثورة،فقد كانت هناك ثلاث شخصيات بارزة من الإخوان على علم مقدما بموعد الثورة،وهم"صلاح شادى" العضو القيادى للبوليس السرى داخل حركة الإخوان،و"حسن عشماوى" الذى أخفى الأسلحة فى عزبة والده عام 1950،و "عبد الرحمن السندى" رئيس الجهاز الخاص، إلا أنه ورغم أن اثنين من هؤلاء الثلاثة وهما:صلاح شادى، وحسن عشماوى كانا من أبرز أنصار حسن الهضيبى،فإنه يرجح أن يكون الاتصال بين الإخوان الثلاثة المذكورين والضباط قد تم دون علم الهضيبى؟! وكان من نتيجة الاتصال بين الإخوان والثورة أن تم التوصل إلى اتفاق بين المجموعتين بخصوص الدور الذى يمكن أن يلعبه الإخوان يوم الثورة
وكان الاتفاق كما يذكر "سعود المولى" فى كتابه الإخوان والجيش حول ثلاثة أدوار أساسية : الأول إذا ما نجحت حركة الثورة فعلى الإخوان تأمين الوضع فى الداخل وحماية المنشآت الأجنبية وإثارة حماس الجماهير لها إذا ما احتاج الأمر إلى ذلك.. الثانى على الإخوان أن يساعدوا فى حماية الضباط الأحرار وتوفير سبل الهرب لهم إذا فشلت ثورتهم.
الثالث التصدى لأى تدخل بريطانى محتمل الوقوع.
 وهكذا كانت الصورة العامة للعلاقة بين حركة الإخوان المسلمين،والضباط الأحرار
قبل يوم 23 يوليو 1952،وهى الصورة العامة التى يمكن فهمها أكثر بمعرفة رأى أصحابها الحقيقيين فيها،ولأكتمال التحليل نورد هنا وجهتى النظر لطرفى العلاقة الأصليين،وبشأن رؤية الإخوان لعبد الناصر وقبل ثورة يوليو1952ترد هنا روايتان لاثنين من الشخصيات الثلاثة التى قيل إنها كانت على علم مسبق بميعاد الثورة وهما صلاح شادى وحسن العشماوى، يرى صلاح شادى ( أن الإخوان المسلمين أنفسهم هم الذين كونوا الضباط الأحرار،فلقد كوَّن حسن البنا نظاما خاصا للإخوان يضم مدنيين وعسكريين يؤهلون تأهيلا عسكريا للقيام بأعمال فدائية يتطلبها نشاط الجماعة فى الداخل أو الخارج سواء فى محاربة الإنجليز، أو فى الجهاد فى فلسطين،وكان ارتباط جمال عبد الناصر،وكمال الدين حسين وغيرهما من الضباط ضمن تشكيل هذا النظام الخاص باعتبارهم من الإخوان المسلمين،فلما تكاثر عدد الضباط بدأ الأستاذ حسن البنا يفكرفى تشكيل قيادة خاصة لهؤلاء الضباط تكون مستقلة عن النظام الخاص وأسند رئاستها للصاغ "محمود لبيب" وكيل الجماعة باعتباره ضابطا سابقا بالجيش،وكان يرى أن يجعل لهذا النشاط اسما حركيا بعيدا عن الإخوان المسلمين فسماهم  الضباط الأحرار هذه هى رواية صلاح شادى  (مجلة الدعوة عدد مايو 1978).
 أما رواية حسن العشماوى:التى أوردها فى كتابه (الإخوان والثورة الصادر عن روز اليوسف 1978) فيرى:  أن تنظيم الضباط الأحرار بدأ أصلا بمجموعة من الإخوان المسلمين فى الجيش ولكنها انفصلت عام 1948 حين استطاع جمال عبد الناصر- الذى كان قد تردد قبل ذلك على أكثر من هيئة سياسية - الاحتفاظ بزملاء له فيها أن يقنع رئيسه الضابط المتقاعد الصاغ "محمود لبيب" بانفصالها واستقلالها بكثير من أمورها الخاصة على أن يكون اللقاء فى الخطوط الرئيسية والأهداف،وأن حجة عبد الناصر الرئيسية فى الانفصال كانت أن الشروط الخلقية التى يتطلبها الانضمام لجماعة الأخوان،لم تكن متوفرة لدى أغلب الضباط.وانه يقاس معيار العسكرية "بالشجاعة والإقدام والجراءة والقوى."وليس بمجرد التقوى وارتداد المساجد وبعد انفصال تنظيم الضباط الأحرار - وفقا لرواية حسن العشماوى- توسع عبد الناصر فى ضم الضباط إليها بغير شروط غير مجرد السخط على نظام الحكم، وهكذا ضم ذلك التنظيم أشخاصا ينتمون إلى مختلف الهيئات السياسية فى مصر، وظل كل منهم يظن أن عبد الناصر يوافقه على مبادئه - فضم يساريين واعضاء فى مصر الفتاة؟، ثم ضم عبد الناصر للاحرار "مجموعة من الضباط "المغامرين"الغارقين فى العبث - النساء والكيف" ..
ويؤكد العشماوى أنه قد عرف جمال عبد الناصر فى أكتوبر 1951 بعد إلغاء المعاهدة المصرية البريطانية عندما دخل مكتبه بزيه العسكرى واتخذ له اسما مستعارا هو «زغلول عبد القادر»
ومنذ ذلك الوقت كما يقول حسن العشماوى أصبح اهم ضابط فى الاتصال بين الضباط الأحرار والإخوان فى أمور معارك قناة السويس!!  وأن الصلة بينه وبين عبد الناصر قد توطدت إلى الحد الذى شكا له فيه عبد الناصر من جهالة زملائه فى الجيش وضيق أفق الإخوان فى الجماعة.
 وهكذا تتحدد وجهة نظر الإخوان المسلمين فى أن الضباط الأحرار قد خرجوا من رحم حركة الإخوان،وأن انفصالهم تم بتخطيط من عبد الناصر ولإعتبارات وتوازنات سياسية تفهمها وقبلها الطرفان،وأن هذا الانفصال لم يمنع من استمرار العلاقة التى بدأت فى رأيهم على أيام الشيخ حسن البنا إلى عام 1949 وهو تاريخ اغتياله

 ولكن كيف رأى الضباط الأحرار جماعة الإخوان؟! 

يمكن بلورة رؤية الضباط الأحرار بقيادة عبد الناصر الإخوان من واقع عدة كتابات:
ثروت عكاشة
- فيروى خالد محيى الدين جذور العلاقة قائلا ( إن الصاغ ثروت عكاشة طلب إليه فى يوليو 1949 أن يلتقى به فى مكان هادئ،وفى المقابلة أبلغه أن إبراهيم عبد الهادى باشا قد استدعى صديقهما الصاغ جمال عبد الناصر للتحقيق يوم 24 يونيو 1949 بحضور اللواء عثمان المهدى رئيس أركان حرب الجيش، ودار فى الاجتماع تحقيق مع جمال عبد الناصر حول علاقته بجماعة الإخوان المسلمين، وكان الخيط الذى تمسك به إبراهيم عبد الهادى رئيس الوزراء فى التحقيق أن البوليس قد عثر فى أحد مخابئ الجهاز السرى للإخوان المسلمين على أحد الكتب السرية الخاصة بالقوات المسلحة التى تدرس صناعة واستخدام القنابل اليدوية،وكان على الكتاب اسم "اليوزباشى جمال" وبعد تحقيق عنيف ملىء بالتهديد استطاع عبد الناصر الإفلات متمسكا بأنه كان قد أعار هذا الكتاب لليوزباشى"أنور الصيحى"الذى استشهد فى حرب فلسطين- وهكذا ادرك الملك ونظامة وجود علاقة ما بين الإخوان والجيش- وكما يذكر خالد محيى الدين أنه قد تعرف على جمال عبد الناصر فى أواخر عام 1949بواسطة قائد الجناح عبد المنعم عبد الرؤوف المعروف بانتمائه لجماعة الإخوان المسلمين،وتوطدت صلتهما معا،وكانا على علاقة وثيقة بجماعة الإخوان المسلمين (عن طريق الصاغ بالمعاش"محمود لبيب")وكانت المجموعة ذات الصلة بالإخوان تضم ضباطا آخرين منهم:كمال الدين حسين وحسن إبراهيم،وعبد اللطيف البغدادى،وخالدمحيى الدين جريدة«الأهالى» 26/7/1978ويرجع أنور السادات بدء علاقاته بالإخوان المسلمين إلى عام 1939 عندما فوجئ بأحد الجنود يهمس فى أذنه بأن بالباب رجلا ممتازا فى الدين يريد أن يقول كلمتين للجنود بمناسبة المولد، وكان الرجل هو حسن البنا، وأعجب السادات به لأنه كان يجمع بين الدين والدنيا وكان يمثل زعامة دينية فريدة
واستمرت اللقاءات بين السادات وحسن البنا فى درس الثلاثاء، إلى أن بدأ التنسيق بينهما وبدعوى التعاون المشترك من أجل مصلحة مصر، وقام السادات -كما يذكر- ( "بتجنيد عبد المنعم عبد الرؤوف للإخوان" وكانت اتصالات السادات بحسن البنا هى جزء من الاتصالات الواسعة - من قبله لتوسيع المجال للضباط الأحرار واستمرت -وفقا لروايته- حتى قامت الثورة (السادات: البحث عن الذات - المكتب المصرى الحديث - 1979 - ص 34-36).

هل كان عبد الناصر يكذب في علاقته بالإخوان ؟!!

أما رواية عبد الناصر فترد فى تلك الإجابة الطويلة التى رد بها على سؤال من أحد الشباب فى معسكر إعداد قادة منظمة الشباب الاشتراكى العربى فى نوفمبر 1964،الذى كان يدور حول صحة ما نشر بأنه كان عضوا بجماعة الإخوان المسلمين؟!
 فأجاب قائلا:  (أنا قبل الثورة كنت على صلة بكل الحركات السياسية الموجودة فى البلد، يعنى مثلا كنت أعرف الشيخ حسن البنا، لكن ماكنتش عضو فى الإخوان، فيه فرق إنى كنت أعرف الشيخ حسن البنا وفرق إنى أكون عضو فى الإخوان، كنت أعرف ناس فى الوفد، كنت أعرف ناس من الشيوعيين، وأنا أشتغل فى السياسة كنت ماشى فى الإسكندرية لقيت معركة بين الأهالى والبوليس، اشتركت مع الأهالى ضد البوليس،وقبضوا علىّ ورحت القسم، وبعدما رحت القسم سألت الخناقة كانت ليه وكنت فى ثالثة ثانوى، فقالوا إن رئيس حزب مصر الفتاة بيتكلم.والبوليس جاى يمنعه بالقوة، وقعدت يوم وتانى يوم طلعت بالضمان الشخصى رحت انضميت لحزب مصر الفتاة،وبعدين حصلت الخلافات سبت «مصر الفتاة»، ورحت انضميت للوفد! وطبعا أنا الأفكار التى كانت فى رأسى بدأت تتطور وحصل نوع من خيبة الأمل بالنسبة لـ «مصر الفتاة» ورحت الوفد، وبعدين حصل نفس الشىء بالنسبة للوفد،وبعدين دخلت الجيش وبعدين ابتدينا نتصل فى الجيش بكل الحركات السياسية،ولكن ماكناش أبدا فى يوم أعضاء فى الإخوان المسلمين كأعضاء أبدا ولكن الإخوان المسلمين حاولوا يستغلونا فكانت اللجنة التأسيسية للضباط الأحرار موجودة فى هذا الوقت،وكان معنا عبد المنعم عبد الرؤوف وكان فى اللجنة التأسيسية،وجِه فى يوم وضع اقتراح قال إننا يجب أن نضم حركة الضباط الأحرار إلى الإخوان المسلمين. أنا سألته ليه؟ قال إن دى حركة قوية إذا انقبض على حد منا تستطيع هذه الحركة أنها تصرف على أولاده وتؤمن مستقبله
 فقلنا له اللى عايز يشتغل فى الموضوع الوطنى لا يفكر فى أولاده ولا يفكر فى مستقبله، ولكن مش ممكن نسلم حركة الضباط الأحرار علشان مواضيع شخصية بهذا الشكل للأخوان.وحصل اختلاف كبير صمم عبد المنعم عبد الرؤوف على ضم حركة الضباط الأحرار إلى الإخوان المسلمين،إحنا كنا رفضنا كان طبعا فى هذا الوقت الشيخ حسن البنا الله يرحمه الله مات، وأنا كانت لى به علاقة قوية، علاقة صداقة ومعرفة، زى ما قلت لكن لم أكن أبدا عضوا بالإخوان المسلمين).
وهكذا يقدم عبد الناصر والسادات وخالد محيى الدين وجهة نظر الضباط الأحرار فى جذور العلاقة وطبيعتها.ولكن الملاحظة التى تؤخذ على هذه الروايات تجاهلها لبعض الأدوار المشتركة التى جمعت بين التنظيمين،فى إطار المسألة الوطنية ومقاومة الاستعمار،مثل:حرب فلسطين،ومعارك قناة السويس وما صاحبهمامن تدريب وتسليح ومقاومة مشتركة التى أنتجت فىما بعد تأثيرا إيجابيا متبادلا بين الطرفين.من هذا العرض لآراء الأطراف ومقارنتها بآراء مؤرخى هذه المرحلة تبرز حقيقة :( أن ثمة علاقة قوية قوامها تبادل المصلحة والمنفعة كانت قائمة بين حركة الإخوان المسلمين وتنظيم الضباط الأحرار قبل الثورة،وأن علاقة الضباط الأحرار والإخوان المسلمين لا يمكن فهم بداياتها وتطورها العام فهما صحيحا دونما تناولها فى إطار صراع القوى والمصالح والاتجاهات الذى كان يموج به الواقع المصرى فى الأربعينيات،مضافا إليه المتغيرالخاص بتصاعد الحدة الوطنية تجاه مسألة فلسطين وقضية الاستقلال الوطنى والمعاداة  للغرب.)

أشرف مصطفى توفيق
أشرف مصطفى توفيق 
البريد الاليكتروني  Ashraftawfik11@gmail.com
نسعد بالنقاش وتعدد وجهات النظر حول ماتم طرحه