حكاية النهاردة وصلتلنا عن طريق الجبرتى
وتأتيكم برعاية عمر الشريف
وفيلم المماليك
وكلمة السر "والأمر لله وحده"
وطالما قولنا الجبرتى الشهير بـ .. جبروتا
يبقى احنا دلوقتى ف مصر العثمانلية
المقهورة البائسة بؤس السنين
وكل التنانين اللى على سطح الكوكب
الا يا خويا من ساعة ما حط علينا غراب البين سليم الاول
وغزا مصر وخلاها تبع بنى عثمان
واحنا بدل ما كنا زفت بقينا زفتين
معجونين بعشر زفاتيت
وانهارت مصر اكتر ما كانت منهارة ف زمن المماليك
بعد سليم الاول ومن خلفوه ما بقوا يشفطوا ف خيرها
اول بأول ويمسكوها لسفلة الناس
وكلاب السكك
قوم ايه .. قعدنا احنا ننحط وننزل
ننزل
ننزل لتحت لحد ما خبطنا ف القاع وخرمناه
ونزلنا لتحته كمان
وهنجرب نعيش شهر واحد بس ف احدى السنين المدوحسة دى
لكن لازم نقول الاول مصر وقتها
كانت تحت حكم المماليك البايات
واللى كانت سلطتهم فوق رقبة الباشا
المبعوت من تركيا شخصيا
وجم ف نهايات الأيام
و"الباى" والعهدة على المفسرين
تبقى بالتركى كدا يعنى .. رئيس العشيرة
واللى هيا بننطقها بيه او بك
وكان حاملها هوه شيخ البلد واللى معاه من عتاولة
حاكمينها بقوة السلاح والغطرسة والجبروت
وبيقولوا ان عهد المماليك البايات دول
بدأ بـ .. على بك الكبير وانتهى بمجى الحملة الفرنسية
واحنا دلوقتى تحت حكم شيخ البلد
واللى بيحكى عنه الجبرتى
"وفيها انفرد اسمعيل بك الكبير في إمارة مصر
وصار بيده العقد والحل والإبرام والنقض"
واسماعين محكمشى منفردا قوى
لكن كان معاه اتنين كمان امير الحج حسن بك
وعلى بك الدفتدار
و حكم سمعة تقريبا من 1786 لحد 1790
حلو
لأ مش حلو
لأن الظاهر والله اعلم كدا
ان سماعين دا كان شرانى ومفترى
زيه زى غيره من الأخوة البايات اللى حكمونا
ومعندوش زيهم غير لم الفلوس وقطع الرقاب وكدا
والبلد ف عهده كان فوضى ونهيبة ولوز العنب
والرجالة بتوعه كانوا مفتريين شرحو
وسمعتهم زى الهباب
وكل شوية المصريين يضجوا من ظلمهم
ويشتكوا منهم ومن قرفهم !
حد يسالنى طب المصريين سكتوا ليه يا شهرو .. ؟
أقولكم مين قال
الناس الصراحة قامت وانتفضت كذا مرة
وعملوا قلق خصوصا الحتت الشعبية
والتاريخ بيحكيلنا عن ثورات على ما قُسم كدا
حصلت مثلا ف مناطق بعينها زى ... الحسينية
وسماها ثورة الحسينية الاولى 1786
وثورة الحسينية التانية 1787
واهالى الحسينية ثاروا على ظلم رجالة اسماعيل
وتحديدا واحد وصخ اسمه .. حسين شفت
شفت دى يعنى يهودى بلغة العاوم البسطا
من كتر ما كان ميت ع الفلوس والدهب
المهم ان حسين دا كان الكاشف بتاع المنطقة
ومطلع ترابنتين الناس
وكان متعود ياخد الرشاوى ويحط على الثروات
وينهب براحته محدش يوقفه ولا يرده
قوم اهالى الحسينية ثاروا عليه
وشيخ الازهر ساندهم ف غضبتهم واشتكى للوالى
الوالى بعت لكذا بك منهم ابراهيم بك ومراد بك
اللى كانوا برضو مسيطرين على بعض الأماكن
ومكنوش لسه استفردوا بحكم مصر خالصة مخلصة
وعمل قعر مجلس حضره شيخ الازهر وقتها
وبعتوا لحسين شفت عشان يقولوله لم الدور يا سحسح
قام الراجل جه وبمنتهى قلب بارد
ووقف ف وسط المجلس وقال
" كلنا نهابون أنت تنهب مراد بك ينهب وأنا أنهب كذلك"
ورفض يرجع حاجة وسابهم ومشى ..!
الجملة دى كانت القانون السائد ف هذا الزمن
وكلهم سكتوا عشان كلهم كانوا فاسدين
ويا عزيزى كلنا لصوص وبتاع
وكام شهر كدا عدوا
واحنا دلوقتى سنة 1788
تحديدااااا
السبت ... 11 أبريل 1788 م
السبت ... 11 أبريل 1788 م
ف مكانين بعاد عن بعض حصل الأتى
ف سوق امبابة
كان حمزة الكاشف نازل برجالته عامل هرج ومرج
عشان يجيب صايغ رومى من قفاه
ويقبض عليه
ليه يا حموزة كدا ؟!!!
قالك ملكوش دعوة انا بربيه عشان الظاهر والله اعلم
كان عامل علاقة مع الموادم بتاعتشى
ولازمن حتما اقتله
والشرف غالى شوف الجرام بكام دلوقتى
وهل بت بعد الهيصة دى ما قتله بقى ؟!!
قلبكوا أبيض آآآآوى
مش لازم يوجب معاه الاول ؟؟
الجبرتى اللى بيحكى الواقعة من اولها اهو
"نهب سوق انبابة
وفيه قتل حمزة كاشف المعروف بالدويدار
رجلًا نصرانيًا روميًا صائغًا اتهمه مع حريمه فقبض عليه "
قبض عليه هيسلمه للحاكومة عشان يتحاكم
وانها سيادة الكانون
والكضاء النزيه وكدهون يا شهروزة .. ؟!!
مش بقلوكوا قلبكو أبيض .. !
دا هيوريه العذاب ألوان وأقواس قزح
قوس قوس
"وعذبه أيامًا وقلع عينيه وأسنانه وقطع أنفه
وشفتيه وأطرافه حتى مات "
بس الشهادة لله الراجل معملش كدا من نفسه
دا استأذن اللى فوق منه
"بعد أن استأذن فيه حسن بك الجداوي "
النظام حلو برضو نموت البشر بالأصول
قوم اييييه
بعد ما اخد الجدع ولعب فيه النيشان لحد ما مات
وكل حتة فيه مش سليمة ومش لوحدها
بيقولوا انه مكتفش بكدا
دا راح على دكانه نهبه بلى فيه يا ثااامح
وساب رجالته تنهب السوق كله بالمرة ... !!!
"عندما قبض عليه أرسل حسن بك
ونهب باقي حانوته من جوهر ومصاغ الناس وغير ذلك "
طب اهله والزباين بتاعته وبقية تجار السوق
ذنبهم ايه يا مدهول .. ؟!!
قصره
اللطيف ف الحكاية ان الموادم
اللى كان شاكك ف علاقتها بالصايغ دى
كانت من علية القوم
طبعا اكمنهم كانوا بيتجوزوا جوزات عنب
من ستات غنية قريبة للبكوات عشان ترفعهم وتسندهم
حمزة الكاشف بعد ما قتل الصايغ والحكاية انعرفت
استأذن الوالى انه يقتل مراته بقى
عشان لا يسلم الشرف الروفيع من الأذى
انتوا عارفين أوماااااال
قوم الوالى قاله براحتك يا حموزة
حموزة راح البيت عشان يعكش البنية من قفاها
هيا روخروا ويتسلى عليها
ملقهاش
راحت فين اشاااااء الله ؟؟
اتارى الست خدت ف وشها
وهربت على بيت نفيسة البيضا .. مرات مراد بك
اللى كانله شنة ورنة
وكان واحد من التقال قوى الموعود
ين بمستقبل ف الحكم
ومراته نفيسة كانت سيدة مجتمع اولى
وكانلها نفوذ تجارى وسياسى وانسانى وقصص كدا
المهم الست نفيسة سمعت قصة مرات الكاشف
وادتها حق اللجوء الأنسانى
وحطتها تحت حمايتها
حمزة عرف ان مراته عند الست نفيسة وتحت رعايتها
مقدرش يهوب ناحية بيت مراد بك لهيتخزوق لو فكر يعملها
قوم اييييه
كراااامته
شررررفه
كبريااااائه
كل دول اترموا ف ثانية
وحموزة هيرجع مرشيدير لورا زى الشاطر
ونفيسة البيضا هتقوله طلقها
فينخ ويطلقها ويلم التعابين
وياختشى الشرف الرفيع اتأذى اهو ومجراش حاجة
حلال فيك حرقة دمك
وخلاص كدا اجرى العب بعيد يا بابا
عشان هنرش مية
انا بحكى حكاية الموكوس ليه ؟؟؟
عشان ف نفس اليوم المذكور السبت 11 أبريل 1788
ف سوق تانى بباب الشعرية
هيكونلنا حكاية تانية مع الظلم
الشاهد انه اليوم
كان عاااااادى جداااا فيه بيع وشرا وناس راحة وجاية
العمال والصنايعية فتحت الورش
وابتدت تشتغل
البياعين لفوا الشوارع ببضاعتهم
والغلابة فرشوا المشنات ف الطرقات
وع الأرصفة
وع الأرصفة
وابتدوا يندهوا ع الحاجة
الحركة ف السوق كانت طبيعية
ولا تنبىء بما سيحدث بعد لحظات
جدع عترة من ولاد البلد
كان اسمه ابن البسطى
كان اسمه ابن البسطى
كان بياع خزف وصينى
وعنده محل صغير كدا على قده
ويا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم
الشاب فتح دكانته
وقعد يرتب ف الصينى وعادى يعنى
وقعد يرتب ف الصينى وعادى يعنى
ومعرفش كان وقتها وصلهم أخبار سوق امبابة
ولا كانت الاخبار موصلتشى
بس الأكيد ان ابن البسطى وقف يبيع للزباين زى كل يوم
وفجأة جاله واحد لابس كويس
وشكله مهم
ووقف ينقى هات الطبق دا شيل دا
وبعد جهد جهيد وقف يفاصل ف السعر
لما طلع روح ابن البسطى ... !
قوم ايه
ابن البسطى قاله خلاص يا سيدنا
بين البايع والشارى يفتح الله
ومغلطش الجدع
مهى بتحصل ف كل الاسواق فصال وخلاف
ثم محدش يشترى
لأ بتحصل دى عند الغلابة اللى زينا حضرتك
انما عند ابن الوارمة دهون
مكنش عادى وسعادته اتنرفز ووشه احمّر
وراح ماسك الصينى داشه ف الأرض !!!
ابن البسطى عرق الرجولية عند نضح
وهوه كمان وشه احمّر
وهقاله تدفعلى تمن اللى كسرته
التانى قأله لأ
وانفتحت ماسورة الصرف الصحى على وسعها
وانا مدفعش يا جربوع وانتا مش عارف انا مين وانا هعرفك مقامك كويس وراح واخد بعضه
وهوه بيخانق دبان وشه ويرغى ويزبد ويهدد
المزغود كاسر الصينى مش هيسكت
وهيطلع فورا على محمد كاشف
و الجبرتى اللى بيحكى المشهد م الاول اهو
" تشاجر شخص من أولاد البلد , يقال له أبن البسطى
يبيع الصينى مع رجل نطرونى إلى محمد كاشف
, تابع أحمد كتخدا المجنون - فارسل إليه بطلبه ... "
محمد كاشف دا كان ميتخيرش عن حسين شفت كدا
ف النهب والتهليب وتشتريه بقفص جوافة حتى
معندوش مشكلة
طبعا راحله وحكاله وطبعا هوّل الحكاية ووسعها
قوم محمد كاشف اخد الهدية والرشوة
وراح طالع بالمرتشى على الوالى
اللى نابه من الهدايا جانب هوه كمان
وقعد بقى يسخنه وينفخ ف النار
و دا تجرأ على اسياده
ولازم يتربى
الا كرامتة العسكر تتبعتر
قوم الوالى اخد الهدية هوه روخر
وقالهم خلاص افنظم انزلوا ادبوه
وبس اخدوا الاذن
وبعتوا كام نفر تانى
لأبن البسطى عشان يجروه من دكانه
وياخدوه قصاد الوالى عشان يوريه مقامه
قوم ايييييه ؟؟
وداخلين اسم النبى حارسهم السوق
وراحوا عند المحل
وقالوله يا ابن البسطى تعالى
كلم الباشا عاوزك ف القسم قصدى ف القصر
المعتاد ف هذا الزمن .. وما تلاه والله
ان الجدع هيقوم ويروح معاهم بهدوء
و مش بعيد هياخد بطانية زى سيد بلال
ويروح بنفسه يسلم روحه
انما ابن البسطى كانله رأى تانى
رفض وقالهم غور يالا من هنا انتا وهوه ياض
" فإمتنع عليهم "
جدع ياض
" فأرادوا القبض عليه قهراً "
آه قرروا يقبضوا عليه طالما بيقاوم السلطات بقى
ومش عاوز ياكل طحينة
جم يشدوه بالعافية
" فغلب عليهم وضربهم وطردهم"
قولنا جدع يابنى
وجدع مشتقة من (جذع) يعنى جدر ضارب ف الأرض ولا يقلعوش الا الشديد القوى
والبسطى كان جدع الجدعان
وجدع مشتقة من (جذع) يعنى جدر ضارب ف الأرض ولا يقلعوش الا الشديد القوى
والبسطى كان جدع الجدعان
بس بقى والدم غلى ف عروقه
ورغم ان الحركة دى هتجر عليه المتاعب
الا انه وقف زى الأسد كدا ف قلب دكانه
والشجيع اللى يقربله
وانتشر الخبر بين الناس وع القهاوى بليل
شفتوا اللى عمله ابن البسطى ف رجالة الوالى
راجل والنبى
ربنا يحميه لشبابه
والعسكر رجعوا للكاشف وهما لابسين الطُرح
- فين بياع الصينى يا غجر
- ضربنا يا بيه
وطبعا خدوا اللى فيه القسمة من التهزىء
وراح باعت ناس تانية
ودخل العسكر للسوق وراحوا عند دكان ابن البسطى
والمرة دى العيون كلها كانت عليهم
والجدع قام معاهم بالواجب
ازاى ؟؟
طبق الأصل العلقة الاولانية لا قلم ناقص ولا قلم زايد
" , فأرسل له آخرين ففعل بهم كذلك "
والمرة دى ولاد الحلال ساعدوه
واسترجلوا معاه وحموه
ابن حتتنا وكدا
وبس احنا كدا دخلنا على عمر الشريف وش !
وابن البسطى ف يوم وليلة بقى بطل
والناس بتتحاكى بسيرته ومقاومته للظلم والفسدة
وسيرته حالا بقت على كل لسان
وقربوا يغنوها ع الربابة ف الليالى
محمد الكاشف بقى منظره زفت قوى
و رجالته رجعوله المرة دى بطُرح بس بترتر وخرز
وبعدين !
راح بسلامته واخد كاسر الصينى
وطالع ع الوالى للمرة التانية
بس النوبة دى هيكون مستف القضية أكتر
وياخد معاه شهود من اهل الحى يشهدوا ضد البسطى
موطنين شرفاء وكدا
وحدث الآتى
" ركب الكاشف , والنطرونى معه إلى الوالى وأرشوه "
عشان يعمل ايه المرة دى يا شهرو ؟؟؟
عشان يطلعوا ع الراس الكبيرة حضرتك
الكاشف والوالى هيطلعوا بربطة شيوخ المنصر
على شيخ البلد اسماعيل عشان يسخنوه التسخينة اللى هيا
ودا بهدلنا
وهيبة الدولة
والمؤسسات هتنهار ... الخ
"وذهب معهم إلى إسماعيل بيك"
معاهم شهود الزور
اللى هيقولوا الآتى
اللى هيقولوا الآتى
" وأخذوا معهم أشخاصاً شهدوا على ذلك الشاب
أنه فاجر وقاطع طريق ومؤذ لجيرانه"
وبس ستفوا التهم اهو على سنجة عشرة
وتمام التمام
وايدوها بكلام المواطنين الشورفااااء
وتمام التمام
وايدوها بكلام المواطنين الشورفااااء
وبعدين طلب الوالى من شيخ البلد غاية المراد
الا وهوه ...
" وأستأذنه فى قتله"
وكدا الموضوع كبر ووصل للعضمة الكبيرة
اللى خاف على مركزه وهيبته وهيلمانه
ولو كل ابن بلد اتجرأ على اسياده
هنحكمهم ازاى .. ؟!!
وهوب اداهم الأذن
وهوب اتلمت تجريدة معتبرة مدججة بالسلاح
وهوب اتلمت تجريدة معتبرة مدججة بالسلاح
وهوب كانت العسكر بتحاصر باب الشعرية
وشوارعها وحواريها لا حد يدخل ولا حد يخرج
وهوب الناس قفلت الدكاكين
وقبعوا ف البيوت هلعاً
وقبعوا ف البيوت هلعاً
وهوب اتحاصر بيت ابن البسطى
وخرجوه منه غصبا
وطلعوه بره
وللأسف البسطى ملقاش ولاد الحلال اللى يهربوه
زى عمر الشريف ما هرب
والخوف كان على الرؤوس واقف يشل البشر
وانقتل الجدع ف غمضة عين
والوالى شخصيا راحله لحد البيت
عشان يشهد الأعدام
وف رسالة واضحة للناس كلها
متدورش على الحق واحنا فوق العدل والكل عبيدنا
واللى مش عاجبه ... هيموت
" فذهب إليه الوالى فى جماعة كبيرة وقتله تحت داره "
ومن جبروتهم اعدموه قصاد امه
"وأمه تنظر إليه !"
دى كانت امينة رزق بتاعت الحكاية الحقيقة
:(
والجدع الجدر هيقلعوه من الأرض
كام نبت شيطانى
وكام طعنة من شهود زور
ومات حبة عين أمه
وحبة قلب بنت الجيران
وزينة شباب صحابه وشلته
وعز الرجال ف زمن عز فيه الرجال
وكانت ليلة حزينة على اهل باب الشعرية
كام نبت شيطانى
وكام طعنة من شهود زور
ومات حبة عين أمه
وحبة قلب بنت الجيران
وزينة شباب صحابه وشلته
وعز الرجال ف زمن عز فيه الرجال
وكانت ليلة حزينة على اهل باب الشعرية
وكأن الميتم فى كل بيت
راح ف يوم وليلة ابن البسطى
وكل جرمه انه كان راجل
ورفض يوطى للذل .. !
وزينة الشباب العترة مات
وكل جرمه انه كان راجل
ورفض يوطى للذل .. !
وزينة الشباب العترة مات
اما الام اللى حضرت اللحظة الرهيبة
فمعملتش حاجة غير البكا والنواح والذهول
فمعملتش حاجة غير البكا والنواح والذهول
ومنظرها كان يقطع القلب
فاتلم حواليها شباب الحارة والحى
يوعدوها ان تار ابنها هيتاخد
ودمه مش هيروح هدر
ودمه مش هيروح هدر
وعلى الصبحية
كانت الناس بتتجمع من كل الشوارع
فيه ايه يا اخواننا ؟؟؟
كل اللى يسأل كانوا يجاوبوه
فينضم للجموع ويمشى معاهم
كانت الناس بتتجمع من كل الشوارع
فيه ايه يا اخواننا ؟؟؟
كل اللى يسأل كانوا يجاوبوه
فينضم للجموع ويمشى معاهم
" فلما كان صبحها إجتمع أهل حارة الشاب
بباب الشعرية وخرجوا معهم البيارق وأعلام
وخلفهم النساء يندين ويصرخن وينعين"
وام البسطى خرجت وسط الحريم
بتنعى وليدها
وانطلقت المسيرة تطلب القصاص
وكل ما تمشى شوية يزيد العدد
وكل ما تمشى شوية يزيد العدد
ومرت بشارع امير الجيوش
فالغورية
فالغورية
واتجهت الى الازهر
الطلبة جوا سمعوا الأصوات والهتافات
وخرجوا فورا يسالوا ايه الحكاية
ولما عرفوا القصة انضموا للمسيرة
ومش هما لوحدهم
خرجلهم شيخ الازهر بنفسه
وكان وقتها الشيخ "العروسى" اللى سمع اللى حصل
وفورا ركب بغلته
وتقدم المسيرة اللى مشيت
ومشيت
" وحضروا إلى الجامع الأزهر , وبعد حصة
طلبوا إلى العرضى خارج مصر"
وف حتة قصاد القلعة ووقفوا
عشان يطلع شيخ الازهر للبك
وبوش عليه سواد الظلم والجبروت سألهم
نعم ... افنظم ... عاوزين ايه ؟!!
الشيخ العروسى حكاله ما حدث
اسماعيل كان ابن صايعة
هيقوله انا اللى امرت بكدا .. لأ طشبعن !!!!
هيعمل نفس اللى بيعمله كل طاغية ف ورطة
هيعمل من بنها ومكنش عارف
وانه هيحقق ف الواقعة
واللى له حق هياخده
وكل الهجايص اياها اللى انتوا هارشينها دى
واللى بعدها مبيحصلش حاجة
ويمكن كمان بيحصل العكس ... !
"فخرجوا فأظهر إسماعيل بيك الغيظ والتأسف
وأخذ بخاطرهم
ووعد بأخذ الثأر ممن تسبب فى قتله "
يوغتى كميلة
وبس الناس اللى اتلمت تحت
راحت قاعدة مستنية اسماعيل اللى عمل الآتى
"وأمر بإحضار النطرونى , فتغيب, فأمر بالتفتيش عليه"
وطبعا مفيش داعى نقول ان النطرونى دا
فص ملح وداب
فص ملح وداب
ف هذه اللحظة
لأن ظهوره هيحط البك ف حرج
وقعدوا مستنينه مجاش طبعا
راح يجيب ورقة بوستة
ونزل شيخ الازهر للناس ف الميدان
قصدى تحت قصاد القلعة وقالهم البك هيحقق
ويجيب المزغود ويحاكمه خلاص
وبس كله يروح بقى هنقعد نعمل ايه ؟!!
والجبرتى بيقول
"وإنفض الجمع "
وكمان بيقول اللى حصل بعد كدا انه
"وبردت القضية"
وان الظلومة
"وراحت مع من راح "
وختم الحدوتة بالكلمة البليغة اياها
" والأمر لله وحده "
وانتهت قصة ابن البسطى ابن باب الشعرية
على كدا
على كدا
ومش فاضلى غير الملاحظات
1) عينى عليك يا دى الجدع
يلى زيك عشرات وميات ف كل زمن
بيموتوا عشان رفضوا يخضعوا
وميخدوش حقهم
2) احنا المصريين طلعنا غلابة قوى يا سيد
يلى زيك عشرات وميات ف كل زمن
بيموتوا عشان رفضوا يخضعوا
وميخدوش حقهم
2) احنا المصريين طلعنا غلابة قوى يا سيد
من يومنا
وعلى رأى الداهية هيكل
وعلى رأى الداهية هيكل
يطلعوا القمر ويطلبوا كيلو كباب
الظاهر طول عمرنا كدا نثور نثور
وثوراتنا بتنتهى بالكباب
وشكرا
2) اسماعيل بك وحسين كاشف وأى سخام
جه اسمه ف الحكاية من جنس السلطة
99 % منهم ماتوا موتات بشعة تليق بيهم
وبظلمهم وفسادهم
وربنا مبيسبش حق المظلوم ولو بعد حين
3) حمزة الكاشف وطى قصاد النفوذ
وباع شرفه
وباع شرفه
عشان يفضل ف منصبه
وخاف يدوس على واحدة من جنسه ليتأذى
بينما زميله افترى على الغلبان عشان مصرى
الفساد كان ضارب ف كل حاجة
وف العمق والغميق
والزمن دا بيفكرنى بحالنا دلوقتى من فساد ف كل ناحية
واللى ع الكراسى تحديدا هم أوسخ خلق الله
وكأن مصر موعودة
4) بفساد حكامك ومؤسساتك وقوانينك
وعسكرك ومشايخك وداخليتك وكل حاجة
انتا اللى بتفتح الباب لأعدائك يهزموك
وينالوا منك واصدق دليل انه
ابن البسطى وغيره انظلموا ومن قبلهم الاف مؤلفة
وغرقوا ف العذاب المهين
والحكاية دى حصلت 1788
وبعد عشر سنين بالظبط
كان نابليون بونابرت جاى بأسطوله من البحر البعيد..
واخيرا ..
شـفـت الجبرتى بحرافــيش الحسـين وبـولاق
ابـن البلد ماشى زى النمس فـى الأسواق
بالفلاحين ع المداخل من بعيد وقريب
بالأرنؤوط بالشراكسة بكل صنف عجيب
مترصصين سور رهيب مزراق فى ريح مزارق
كأنهم لا بشر ولا خلقة الخلاق
مصر اللى عمر الجبرتى لم عرف لها عمر
وطـلع لقاها مكان مليان عوام وزعر
جعـيديـة غوغاء يجيبوا تملى وجع الراس
وخليـط أفارقة هنادوة روم ملل أجـناس
والترك فـى القلعة والمماليك خدودهـم حمر
كان عـمرها ستلاف سنه كلها سنين خضر
بس الزمان يختلف زى اختلاف الـناس
ناس تبنى مجد وحضارة وناس بلا احساس
وناس تـنام لما يزحف موكب الأحداث
وعلى اسم مصر ياعم جاهين يقدر يقول التاريخ
ويحكى ما شاء ...
من حكايات ناس زى حالاتنا
هيفضلوا يتكرروا دايما وابدا
هيفضلوا يتكرروا دايما وابدا
وهنفضل نفتكرهم بالخير والفخر
وخلاص خلصنا توتة توتة
ونشوفكم على ألف خير الحدوتة الجاية
يا لهوى كل مرة بنسى
القصة من
1) عجائب الآثار في التراجم والأخبار للجبرتى
2) قصة تاريخية منشورة ف مقالة بمجلة الدوحة
لـ عبدالمنعم الجداوى
منقول من مدونة : أحكي يا شهرزاد , للباحثة العزيزة فاتيما