Header Ads Widget

حقيقة الحسد من القرآن الكريم

بسم الله الرحمن الرحيم 
" من شر ما خلق "

أي من الشر الذي يصدر عن الخلق , وذلك لأن الله سبحانه لم يخلق الشر ,وإنما الشر هو من أفعال المخلوق وكسب يده .
هذه المقدمة هي توطئة للحديث عن الحسد وحقيقته في القرآن الكريم , فكان لابد أن نبين أن كل شر هو من أفعال العباد ( المكلفين )
" ومن شر حاسد إذا حسد "
استعاذ الله سبحانه من شر الحاسد عند الحسد ,وهذا يدل على وجود ( فعل ) الحسد
وهذه الأية تبين لنا وجود الحسد بشكل صريح وواضح من القرآن الكريم
يقول تعالى : ( أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله )
إذن يوجد حسد , وهذا الحسد على النعم التي أنعم الله بها من فضله على الإنسان
وبالتالي :
الذي ينكر الحسد وينكر وجوده , هو ينكر معلوم من الدين بالضرورة
وهنا يحق لنا أن نتسائل :

ما هو تأثير الحسد كما جاء في القرآن الكريم ؟!

تأثيره الواضح كما في القرآن الكريم هو ( الكيد )
يقول تعالى : ( قال يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا )
ويقول أيضا : ( ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونوا سواء )
فالحسد هو الدافع إلى صنع المكائد
لكن :
هل للحسد أثر مادي , مثل المرض أو تعطيل الزواج , أو وقف الحال ؟!
الجواب نستخلصه من القرآن الكريم إذ يقول سبحانه :
( وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر )

يقول العلامة الطاهر ابن عاشور في تفسيره المسمى التحرير والتنوير :

 " والزلق : بفتحتين زلل الرجل من ملاسة الأرض من طين عليها أو دهن ، وتقدم في قوله تعالى فتصبح صعيدا زلقا في سورة الكهف . 

ولما كان الزلق يفضي إلى السقوط غالبا أطلق الزلق وما يشتق منه على السقوط والاندحاض على وجه الكناية ، ومنه قوله هنا ليزلقونك ، أي يسقطونك ويصرعونك . " أ. هـ 

اذن النظرة أو ( الحسد ) قد يكون له أثر مادي ( وان يكاد ) وكاد من أفعال الشك والمقاربة

أما الأدلة من السنة فهي كثيرة ومعروفة

منها حديث السيدة عائشة، رضي الله عنها، حيث قالت إن الرسول عليه الصلاة والسلام إذا اشتكى، رَقَاهُ جبريل، فقال: “بسم اللَّه يُبْرِيكَ، ومن كُلّ داءٍ يشفيكَ، ومن شرّ حاسدٍ إذا حسدْ، وشرّ كُلّ ذي عين”، رواه مسلم.
وحديث : (الْعَيْنُ حَقٌّ ، وَلَوْ كَانَ شَيْءٌ سَابَقَ الْقَدَرَ سَبَقَتْهُ الْعَيْنُ) . رواه مسلم 
وقد دلت تجارب الحياة بين الناس على تأثيره في حياتهم بشتى انواع التأثيرات السيئة .. من حوادث , وامراض , وقطع الأرزاق 
وهو لو لم يكن بهذا السؤ , لما استعاذ الله سبحانه منه..فدل على أنه شر وأي شر ( شر عظيم) .