الأحمر لا يليق بي
الأحمر لون لا ذاكرة له ، يشبه أكثرية النساء ،
يفضل العلاقات العابرة ، ليس وفيا للألم ..
يخون الجرح مع أول نسمة هواء،
يعض على شفاه الشموع من أول قبلة ،
أرعن
ساخط على البياض ،
ثائر بلا قيم ..
هكذا كنت احدث نفسي وانا أبحث في تسريحتي عن كحل أسود أغسل به بياض عيني المنشق عن قبيلة النساء ، وأفكر في ارتداء فستان أزرق مسود ينفطر نسيجه من كبة خيط عتيقة نكثها سهو أرملة ، وأحملق في صور إطارها أسود هارب من الماضي ،
أداعب خصلات شعر سوداء أنقذها الحزن من المشيب ، اشم زهرة الأوركيد السوداء الخائنة لألوان الطبيعة ، اراقب قدوم السواد من مساءات مرتدة ، تحرم الألوان على الطيف ، تحرم الابتسامة على العيد، تحرم السهاد على السهر، تحرم السؤال على اللهفة ،
أسرح بخيالي الى سواد قمر عارِ من أشعة الشمس ، أرقص على وقع موسيقى غجرية متمردة على وتر أسود مسروق من منزل عازف مات منتحرا،
أذرف دمعا من قيد صدئ أدمى كاحلي و رسم عليه خلخالا أسود ، أصبح نساء القرية ينعتننِ به ، تناولت منديلا من زمن الصدق ، زمن الأبيض والأسود ومسحت الوهم عن وجهي ثم صححت العبارة ، " أنا التي لا تليق بالأحمر " .
---
نبهات الزين - كاتبة جزائرية