الملك شعبان , آخر الملوك المحترمين في مصر

مصر زمان - أحمد الأسيوطي :
مش كل المماليك واحد 

وده عكس كثيرين يطلقون على دولة المماليك حكم واحد ,انها كانت دولة سيئة جدا وسبب التخلف اللي احنا لسه فيه ..

والحقيقة المطلع على تاريخ المماليك لازم يفرق بين حقبتين زمنيتين في رأيي :


الفترة الاولى :  المماليك الأتراك 

ويمكن تقسيمها الى الفترة البيبرسيه والفترة القلاوونية 

البيبرسية نسبة الى بيبرس اطولهم حكما ( اكثر من 20 سنة ) لكنها بدأت قبله بسيف الدين قطز وقبله ايبك وقبله كمان الأتابك اقطاي في عصر شجرة الدر اللي دوخ الصليبيين 

وامتازت هذه الفترة بالعدل وبالإعمار وبالقوة في اقصى ما عرفه التاريخ العسكري حتى ان اسم بيبرس لوحده كان يثير الرعب ..
يحكى أن اتنين لصوص على نهر الفرات امسكوا بأحد التجار فقالهم القافلة دي تخص الظاهر بيبرس في مصر .. فتركوه مهابة وخوفا من بطش الظاهر 

الفترة التانية للمماليك الاتراك : الفترة القلاوونية 

وهي اللي حكمت فيها اسرة سيف الدين محمد بن قلاوون من اول الجد لغاية الاحفاد ودي كانت فترة امتازت بالاستقرار خاصة بعد قضاؤهم نهائيا على الاخطار الصليبية الاوربية كما امتازت بالبناء .. إلا انها لم تخلوا من الدسائس ومحاولة سيطرة الاتابك ( قادة العسكر ) على الحكم 

ونقدر نقول ان الفترة دي انتهت بالفعل بإختفاء سلطان المسلمين الملك شعبان بن حسن بن محمد بن قلاوون .


كانت اسرة قلاوون بتستجلب مماليك جدد لتقوية نفوذها

 بس على عكس نجم الدين ايوب اللي كان بيجبهم وهم عيال صغيرة ويربيهم على ايده في اكاديميات عسكرية صارمة مع تربية دينية شديدة , لذلك مكانوش يعرفوا لهم وطن غير مصر مع حرصهم الديني ..
رغم ان عقيدة الاغتيال والغدر ظلت السمة البارزة فيهم ..
قام المماليك القلاوونية باستجلاب عناصر مماليك ( علوج ) من جنس الجراكسة , او الشراكسة , وسموهم الاجلاب ..
وجابوهم وهم كبار زي البغال كده وادوهم الاقطاعيات وعملوهم امراء وكبارات البلد ( خلوا بالكم المماليك الاصليين كانوا اتراك )

الاجلاب ( العلوج او المرتزقة ) كانوا اوسخ خلق الله اخلاقا وقاموا بالثورة على الملك شعبان وحاولوا يوقعوا البلد وينهبوها فقاتلهم وقبض على عدد كبير منهم اما البقية فاظهر التوبة والندم فعفا عنهم وقربهم !!

قرر الملك شعبان انه يرأس قافلة الحج ( امير الحج ) وخد معاه طبعا بعض معاونية من حراسه وكانوا اغلبهم من الاجلاب الجراكسة اللي غدروا به اول ما وصل البحر الاحمر وحاولوا قتله , فهرب منهم واختفى .. لغاية دلوقتي ..

الجراكسة بقى اللي كانوا لسه في القاهرة ولانهم متفقين مع الجراكسة اللي طلعوا مع الملك , وفي اليوم المعلوم راحوا اعلنوا وفاة الملك ونصبوا ابنه الطفل الصغير مكانه

واشاعوا الفوضى والاضطراب في القاهرة والسرقة والنهب فقام برقوق بخلع السلطان الصغير واعلن نفسه سلطانا للمسلمين وملكا على مصر .

واصبح السلطان برقوق هو اول حاكم في سلسلة المماليك الجراكسة ولاد ميتين الكلب اللي حكموا البلد حوالي 132 سنة لغاية ما سلموها للاتراك مرة تانية بس المرة دي الاتراك كانوا عملوا دولة في جبال الاناضول وسموها العثمانية !

كان كل هم المماليك الجراكسة انهم يجمعوا الضرائب الباهظة باي شكل ولو ملقيوش مع الشعب كانوا يغتالوا بعض ويسرقوا بعض ويصادروا بعض لا فرق في ذلك بين ملك او حاشية , وكان اللي يلحق يقتل الكلب الحاكم يكون هو الكلب الحاكم الجديد 
فتلاقي مثلا ملك من ملوك المماليك مدة حكمه يوم واحد , واخر تجده يحكم اسبوع بالكتير !!
المهم .. اخرهم كان السلطان قانصوه الغوري اللي خرج الى مرج دابق بالشام لملاقاة جيش سليم الاول بن عثمان .. ايووون ابن ارطغرل

للأمانة .. كان جيش المماليك قوي ولم يكن ضعيفا .. يكفي ان تعلموا ان الاسطول المصري في زمن قانصوه الغوري تغلب على الاسطول البرتغالي المنطلق في فتوحاته ومحدش كان قادر يوقفه , وتغلب عليه فين ؟؟ في الهند !!

امارة مسلمة هناك استنجدت بالغوري وقالوله انقذنا من البرتغاليين وخد اللي كانوا هياخدوه .. طلع الاسطول المصري وفي موقعة ما على سواحل الهند دك الاسطول البرتغالي دكا دكا واوقف طغيانه وسيطرته على البحار , فلم يجد امير الاسطول البرتغالي سوى التحالف مع الامارات الهندية ويطلب منهم يكونوا على الحياد مقابل عدم التعرض لهم .. شعر الاسطول المصري ببوادر غدر .. راح واخد بعضه وراج لقواعده بالاسكندرية !!

نرجع لقانصوه وسليم 
سليم قدر يتواصل مع اعوان قانصوه ووعدهم ( سلموني قانصوه اسلمكم مصر ) وبالفعل قام خير الدين باشا بالتخاذل عن قانصوه فانهزم قنصوه ودخل سليم مصر وعين الكلب خير الدين باشا والي على مصر ..
اعجب سليم الاول بالقاهرة وتخطيطها ومبانيها فقرر انه ياخد الاسطوات من القاهرة عشان يبنوله عاصمة زيها ( استانبول ) .. يقول الجبرتي : فأختفت من القاهرة خمسين صنعة .. مش خمسين اسطى .. لأ خمسين صنعة .. يعني فيه اسطوات اخدهم مع صبيانهم ..
واستمر الولاة بعد ذلك كل والي همه يسرق ويعبي في كرشه ويدي اسياده ..
لغاية ما اتفاجئ المصريين بمدافع نابليون تدك مدينة الاسكندرية !!

المماليك

ويأتينا بعدها عصر محمد علي باشا الألباني واسرته اللي انتهى بإنقلاب حركة الضباط الاحرار في يوليو 1952
أقرأ ايضا :

اضف تعليق

أحدث أقدم