
مقالات – عبد الله النديم :
شاوشيسكو أشهر الديكتاتوريين في التاريخ المعاصر والذي حكم رومانيا بالحديد والنار لمدة أربعة وعشرين عاما
أصيب تشاوشيسكو بجنون العظمة في نهاية حياته فكان يطلق على نفسه “القائد العظيم دانوب الفكر “نسبة لنهر الدانوب والمنار المضيء للإنسانية والعبقري الذي يعرف كل شيء.. لايقبل انتقاد ولا يبدي أي رحمة لمعارضيه.
ومما زاد في جنون العظمة لديه وجود متملقين حوله يصفونه بأوصاف مبالغ فيها مثل يوليوس قيصر، الاسكندر الأكبر، منقذ الشعب وأن عصره هو العصر الذهبي..
في الوقت الذي كان تشاوشيسكو يبني النصب التذكارية الهائلة ويقيم الحفلات الباذخة لدائرته الضيقة، كان كثير من الرومانيين يعانون الجوع بسبب توزيع الطعام بنظام الحصص ويتحملون صقيع الشتاء دون مواقد تدفئة واوضاع اقتصادية ومعيشية صعبة .
انفجرت المظاهرات في رومانيا فجأة وبشكل لم يكن متوقع وكانت البداية بخروج عدد من طلبة الجامعات في مظاهرات احتجاجية فأمر قوات الأمن الداخلي بالقيام بإطلاق النار على المتظاهرينوكانت النتيجة قتل 20 طالبا وهو ما أغضب بقية المتظاهرين فلجأوا إلى العنف وصلت المظاهرات العنيفة الى قصر الرئاسة
حطت بهم الطائرة خارج المدينه لكن تمكن بعض الفلاحين من القبض عليه وتسليمه للسلطة
وعملت له محاكمه سريعة لم تتجاوز الساعتين تم على إثرها الحكم بإعدام نيكولاي تشاوشيسكو وزوجته إيلينا يوم 25 ديسمبر 1989
أثناء أخذهم للإعدام كانت زوجته تصرخ في وجه الضباط أتركوني لقد عاملت الشعب وعاملتكم كأم حنون عار عليكم عار عليكم وهي اشتهرت بشرائها أغلى الثياب والأحذية والبذخ على حساب قوت الناس وفقرهم و جوعهم
ﺗﻮﻟﻰ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻓﻰ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻟﻴﺔ ﺃﺣﺪ ﻣﺴﺎﻋﺪﻯ ﺷﺎﻭﺷﻴﺴﻜﻮ ﻭﺍﺳﻤﻪ «ﺇﻳﻮﻥ ﺇﻳﻠﻴﺴﻜﻮ» الذي ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻭﺍﺣﺘﻔﻰ ﺑﻬﺎ ﻓﻰ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﺛﻢ ﺣﺪﺙ ﺍﻧﻔﻼﺕ ﺃﻣﻨﻰ ﺭﻫﻴﺐ ﻓﻰ ﺭﻭﻣﺎﻧﻴﺎ (ﺗﺒﻴﻦ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﺗﺨﻄﻴﻂ «ﺇﻳﻠﻴﺴﻜﻮ»
ﺑﺪﺃﺕ ﻣﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﺍﻟﻤﺠﻬﻮﻟﻴﻦ ﻳﻬﺎﺟﻤﻮﻥ ﺑﻴﻮﺕ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺍﻟﻤﻨﺸﺂﺕ ﺍﻟﺤﻴﻮﻳﺔ ﻭﺭﺍﺡ ﺟﻨﻮﺩ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﻳﺘﺼﺪﻭﻥ ﻟﻬﻢ ﺣﺘﻰ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺭﻭﻣﺎﻧﻴﺎ ﻣﻴﺪﺍﻥ ﺣﺮﺏ ﻣﻤﺎ ﺗﺴﺒﺐ ﻓﻰ ﺇﺣﺴﺎﺱ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﺑﺎﻟﻬﻠﻊ ﻭﺍﻧﻌﺪﺍﻡ ﺍﻷﻣﻦ ﻣﻊ ﺍﻻﻧﻔﻼﺕ ﺍﻷﻣﻨﻰ ﺍﻟﻤﺘﻌﻤﺪ ﺍﺭﺗﻔﻌﺖ ﺍﻷﺳﻌﺎﺭ ﻭﺃﺻﺒﺤﺖ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺻﻌﺒﺔ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ.
ﻓﻰ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ، ﻟﻌﺐ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺍﻟﺨﺎﺿﻊ ﻟﻠﻨﻈﺎﻡ ﺩﻭﺭﺍ ﻣﺰﺩﻭﺟﺎ ﻓﻬﻮ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺳﺎﻫﻢ ﻓﻰ ﻧﺸﺮ ﺍﻟﺬﻋﺮ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺸﺎﺋﻌﺎﺕ ﺍﻟﻜﺎﺫﺑﺔ ﺍﻟﻤﺘﻮﺍﻟﻴﺔ ﻭﻓﻰ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ﺭﺍﺡ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﻳﻤﻌﻦ ﻓﻰ ﺗﺸﻮﻳﻪ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻟﺜﻮﺭﻳﻴﻦ ﻭﺗﻮﺍﻟﺖ ﺍﻻﺗﻬﺎﻣﺎﺕ ﻟﻤﻦ ﻗﺎﻣﻮﺍ ﺑﺎﻟﺜﻮﺭﺓ ﺑﺄﻧﻬﻢ ﺧﻮﻧﺔ ﻭﻋﻤﻼﺀ ﻳﻘﺒﻀﻮﻥ ﺃﻣﻮﺍﻻ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺇﺳﻘﺎﻁ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﺗﺨﺮﻳﺐ ﺍﻟﻮﻃﻦ .
ﻣﻊ ﺍﻟﻬﻠﻊ ﻭﺍﻷﺯﻣﺎﺕ ﺍﻟﻄﺎﺣﻨﺔ ﺗﺄﺛﺮ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻮﻥ ﺑﺤﻤﻼﺕ ﺍﻟﺘﺸﻮﻳﻪ ﺍﻹﻋﻼﻣﻰ ﻭﺑﺪﺃﻭﺍ ﻳﺼﺪﻗﻮﻥ ﻓﻌﻼ ﺃﻥ ﺍﻟﺜﻮﺍﺭ ﻋﻤﻼﺀ وخونة ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﺣﺲ ﺍﻟﺜﻮﺍﺭ ﺑﺄﻥ «ﺇﻳﻠﻴﺴﻜﻮ» ﻳﺴﻌﻰ ﻹﺟﻬﺎﺽ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻧﻈﻤﻮﺍ ﻣﻈﺎﻫﺮﺓ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﺭﻓﻌﺖ ﺷﻌﺎﺭ«ﻻ ﺗﺴﺮﻗﻮﺍ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ» ﻓﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ «ﺇﻳﻠﻴﺴﻜﻮ» ﺇﻻ ﺃﻥ ﻭﺟﻪ ﻧﺪﺍﺀ ﻓﻰ ﺍﻟﺘﻠﻴﻔﺰﻳﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﺍﻟﺸﺮﻓﺎﺀ ﻭﻃﺎﻟﺒﻬﻢ ﺑﺎﻟﺘﺼﺪﻯ ﻟﻠﺨﻮﻧﺔ
ﻭﻗﺎﻡ «ﺇﻳﻠﻴﺴﻜﻮ» ﺳﺮﺍ ﺑﺎﺳﺘﺪﻋﺎﺀ ﺁﻻﻑ ﺍﻟﻌﻤﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﺎﺟﻢ ﻭﺃﺷﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﺗﺴﻠﻴﺤﻬﻢ ﻓﺎﻋﺘﺪﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺜﻮﺭﻳﻴﻦ ﻭﻗﺘﻠﻮﺍ ﺃﻋﺪﺍﺩﺍ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻣﻨﻬﻢ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﻧﻘﻄﺔ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻟﺜﻮﺭﺓ ﺭﻭﻣﺎﻧﻴﺎ ﻓﻘﺪ ﺍﺳﺘﺘﺐ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻟـ«ﺇﻳﻮﻥ ﺇﻳﻠﻴﺴﻜﻮ» ﻭﺭﺷﺢ ﻧﻔﺴﻪ ﻟﻠﺮﺋﺎﺳﺔ ﻭﻓﺎﺯ ﺑﺎﻟﻤﻨﺼﺐ ﻟﺪﻭﺭﺗﻴﻦ ﻣﺘﺘﺎﻟﻴﺘﻴﻦ ﻓﻰ ﺍﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﻣﺰﻭﺭﺓ
ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﺮﻭﻣﺎﻧﻴﺔ ﻣﻔﺨﺮﺓ ﺗﺤﻮﻟﺖ ﺇﻟﻰ مثال للعيب ﻭﺍﻟﺴﺨﺮﻳﺔ