أدبأقلام حرةمقالاتنثر وخواطر

زينب محمد تكتب: إلى عام 2020 أنا على الحياد

مقالات- أقلام حرة – زينب محمد :
ربَّما يأبى أحدهم الحديث عن ذاكَ العام في المستقبل؛ لأنَّه حينها سيُعدُّ أقسى حدث على مرِّ التاريخ، وفي الوقتِ نفسه سيكون أحدهم يحكي باستفاضة عمَّا مرَّ به وما عاصره في مثلِ ذلك العام.
أمَّا أنا فالأمرُ بالنسبة لي سيُتوَّج بالفخر، وكأنَّني نلتُ الشهادة الفخرية في أحد التخصصات، ربما سأقفُ على الحياد، سأقصُّ لأبنائي وأحفادي كمْ مؤلم أَنْ تترقَّب كلَّ ليلة شفاء أحدهم وفي الليلة عينها يأتيكَ خبر بفقدان آخر؛ إنَّه شيء أشبه بانشطار الجسد، أَنْ تسيرَ بعينينِ إحداهما في اليسار والأخرى في اليمين هو أمرٌ طبيعي لتنظر بكلتيهما في الأمام؛ لكن أنْ تضطر للنظر للخلفِ أيضًا في الوقت ذاته هو أمرٌ خارقٌ، خارجٌ عن إطار البشرية، فأيُّنا يستطيع ذلك!

سأتحاور معَ أحفادي لو قُدِّر لي أنْ أحيا عن الذين فَقدوا وفُقِدوا، الأمس الذي تشوَّش، عنْ شيء اسمه قناع؛ سأخوضُ حربًا طاحنة مع الذاكرة لأتذكر أسماء الذينَ رحلوا غدرًا في الأمسياتِ من ذوي الزيِّ الأبيض؛ ويؤسفني لو أنَّني لستُ حاضرةً فأنال شرف القصِّ بأنني إحدى الناجيات في زمن الوباء.

زينب محمد

كاتبة ومدققة ومراجعة لغوية حاصلة على ليسانس الآداب قسم اللغة العربية .

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

قم بإيقاف اضافة حجب الإعلانات لتتمكن من تصفح الموقع