
عدد كبير من نجوم الدور الثاني أو الثالث أو حتى الكومبارس لم يأخذوا حقهم مطلاقاً لا على شاشات السينما أو التلفزيون أو حتى في ذاكرة الجمهور عددهم قارب على ألف شخص واليوم تحديداً في هذه التدوينة نسلط الضوء على أحد أهم نجوم الدور الثاني هو محمود الزهيري صاحب الشخصية الأشهر في فيلم واحدة بواحدة الذي لعب فيه دور الدكتور عبد الجواد أيوب مخترع الفنكوش ومنقذ عادل أمام وأحمد راتب في الفيلم الشهير.، من منا لا يذكر الجملة الشهيرة التي تقول ” ياناس يا عسل الفنكوش وصل ” في ذلك الفيلم الذي كانت سبب في تصاعد أحداث الفيلم وإجبار أبطال الفيلم على إرضاء الدكتور أيوب حتى يخترع لهم الفنكوش، أنه المبدع محمود الزهيري الذي لم ينال الأهتمام الكافي بقدر موهبته.
بداية محمود الزهيري
لم يأخذ حقه في السينما أو التلفزيون أو حتي المسرح وكذلك لم يأخذ حقه في سرد سيرته الذاتية وذلك بسبب اهتمام الصحافة العربية بنجوم الصف الأول دون غيرهم.، فما وصلنا عن محمود الزهيري قليل والمعروف عنه أنه من مواليد 5 يونيو عام 1922 في قرية تسمى منية محلة دمنه تابعه لمركز دكرنس دقهلية أنهى دراسته الجامعية من كلية التجارة بجامعة القاهرة وتولي العديد من المناصب بحكم دراسته والتحق بوزارة التربية والتعليم موظف بخزنة الوزارة وايضا عمل كأمين عام مكتبات دار الأوبرا الملكية قبل أن يصبح أسمها اليوم ” دار الاوبرا المصريه ” ومع أفتتاح المعهد العالي للسينما عام 1959 كان أول المنضمين له وتخرج منه بعد أربع سنوات.
دخول محمود الزهيري الفن
تم تعيينه في المسرح القومي بعد تخرجه من معهد التمثيل ولعب العديد من الأدوار في مسرحيات مختلفة مثل الجدعان وعودة أوديب وست الملك وغيرها من المسرحيات التي قد تكون لم تحظى بفرصة لتصويرها وعرضها على شاشات التلفزيون في يومنا هذا.، وبمناسبة المسرح لعب دورا هاما في مسرحية اهلا يا دكتور مع سمير غانم وكان ذلك عام 1981.
أما عن السينما في حياة محمود الزهيري شارك في العديد من الأعمال السينمائيه في أدوار صغيرة وهنا نتحدث عن الأدوار الصغيرة جداً مثل فيلم مجد ودموع لمحمد فوزي ونور الهدي وفيلم الفتوه لفريد شوقي وعرفه الجمهور لأول مره من خلال في فيلم ” وهيبة ملكة الغجر ” وذلك كان عام 1951 وتوالت أعماله الفنية بعدها فقدم فيلم ” سيجارة وكاس ” عام 1955 ” الحب فوق هضبة الهرم ” و ” عالم وعالمة ” وكان محمود الزهيري من المميزين جداً على الشاشة ويتميز بشكله الذي حباه الله به وجه برئ برغم قسوته وربما زاد شكله من القرب إلى قلوب الجمهور بأدائه الفكاهي حتى وأن قدم علي الشاشه دور الشخص الشرير مثل دوره في فيلم ” تجيبها كده تجيبها كده هي كده ” مع سمير غانم الذي كان دور محمود الزهيري في الفيلم هو مدير المصلحة الذي يستمتع بالخصم من الراتب للموظفين.، وبرغم أن محمود هو موهبه فنيه نادره إلا أنه تعرض لظلم فني فلم يحظ بفرصة تليق بموهبته الفنية على الإطلاق ولكنه استطاع أن يترك بصمه في أذهان الجمهور من كل دور صغير يؤديه على الشاشة بأداء المبالغ فيه وكأنه يمثل في القرن التاسع عشر أو يقترب من أداء الكبير يوسف بك وهبي في جملته الشهيره ” ياله عدالة السماء.، تنوعت أعمال محمود في السينما والمسرح والتلفزيون وقد يكون مش أشهر مسلسلاته مسلسل ” زهرة والمجهول ” و ” قال البحر ” ووصل رصيده الفني إلي ما يقرب من 100 عمل فني.
حقق فيلم واحدة بواحدة نجاح كبير وقت عرضه عام 1984 وهذا الفيلم بطولة عادل إمام وميرفت أمين وأحمد راتب .. تدور قصته عن صلاح فؤاد ” عادل إمام ” الذي يعمل في شركه كبري في مجال الدعاية والأعلان يتورط في أحداث الفيلم عند قيام شركته بحمله اعلانيه كبرى عن منتج ليس له وجود يحمل أسم ” الفنكوش ” مما يجعله في موقف محرج وتتوالى المواقف الكوميدية في أحداث الفيلم الذي يحاول فيها صلاح فؤاد الخروج من المأزق وتحاول ميساء ” ميرفت أمين ” الحصول على المنتج الجديد من عدوها اللدود صلاح فؤاد فتقع في حبه بعد أن يخدعها بأنه هو مخترع الفنكوش الدكتور عبد الجواد أيوب.، بينما الدكتور عبد الجواد أيوب الحقيقي ” محمود الزهيري ” يحركه المال لإنقاذ صلاح فؤاد من المأزق الذي وقع فيه ويخترع الفنكوش في معمله المتواضع تحت الأرض ويظهر الدكتور عبد الجواد أيوب في عدد من المشاهد التي تعتبر قليله ولكنه يبرع في إظهار الشخصية في الفيلم بشكل رائع أشاد به الجميع وقت عرض الفيلم لدرجة أن أختار البعض محمود الزهيري كبطل في الفيلم بدل الأبطال الحقيقين للفيلم بل أن بعضهم قال أن محمود الزهيري تفوق علي البطل الأمريكي jack Kruschen الذي لعب دور الدكتور أيوب في النسخه الأمريكيه للفيلم وكان الفيلم بعنوان Lover Come Back والذي تم عرضه عام 1961 وحقق إيرادات وصلت لـ 7 مليون و 600 ألف دولار وقت عرضه في أمريكا.
تميز محمود الزهيري ايضاً مع المخرج محمد خان في فيلم ” ضربة شمس ” من بطولة نور الشريف ونورا.، وظهر في الفيلم بدور الريجسير الذي يحاول أن يظهر للجميع أنه ذو علم بعكس الحقيقه فنراه خلال الفيلم يخطئ في المصطلحات الفنية مثل ” بروفين ” بدلاً من ” بروفيل ” وينتهي الفيلم على مأساة للريجيسير بمصرعه.
ومن أعماله الفنية الأخرى ” الاحتياط واجب، الشيطان يقدم حلاً، حكاية في كلمتين، الرجل الذي عطس، السنيورة تكسب، سموره الأموره، الطيب أفندي، احترس عصابة النساء ” وغيرها من الأعمال الفنية.
حياة محمود الزهيري الشخصية
تزوج في بداية حياته من فتاة من خارج الوسط الفني إلا أنها توفيت عام 1975 بعد أن أنجبت له بنتين وولدين وتزوج بأخري وأنجبت له إبن آخر وتوفي ابنه عادل وكان لواء وتوفيت أبنته مديحة ايضاً ويوجد الآن من أبنائه الموسيقاره سامية وهي مقيمة في أمريكيا منذ 40 عام وحاصله علي الجنسيه الأمريكيه ولكنها تعشق مصروتحن إلى وطنها و تزوره من وقت لآخر ” بحسب ما صرحت لي عندما تواصلت معها بشكل مباشر ” وابنه الآخر الذي على قيد الحياة هو المهندس محمد وقد تواصلت معه هو الآخر بشكل مباشر.
وفاة محمود الزهيري
عام 1983 كان عام صعب على الراحل محمود الزهيرى فقد أصيب في ذلك العام شلل أقعده ما تبقى من حياته و أجبره على الابتعاد عن عشقة الأول والأخير ” التمثيل “، مرت السنوات على محمود الزهيري حتى أصيب بوعكة صحية دخل على أثرها أحد مستشفيات التأمين الصحي وتحديداً قسم الباطنة وبعدها توفي في 26 مارس عام 1992 عن عمر يناهز الـ 70 عام، وقد كان رحيل صامت لا يليق بموهبته.
المصدر : محمود شاكر
اقرأ أيضا : من هي عزيزة أمير رائدة السينما المصرية
3 تعليقات