أقلام حرة – نورا صادق :
لم يَدْرِ بخَلد أحد منا يومًا أن نحيا هذا الواقع، أن يُفرض علينا الحظر والتزام منازلنا وهو ما كان طبيعياً في الماضي لننعم بالتفاف شمل الأسرة دوماً، وكان الغريب أن تتفرق الأسُر في ذلك الزمان.
ڤيروس غاية في الصغر، لا نراه بالعين المجردة قد فرض سيطرته علينا.
إن ما يحدث الآن لهو شيء يدعو التأمل.
أًوصل بنا الحال أن تكون نجاتنا في إرشادات أغلفة كراساتنا في المرحلة الابتدائية
“اغسل يديك جيداً قبل الأكل وبعده”، وصارت الكمامات جزء من ردائنا اليومي.
رددنا كثيراً رغبتنا في أن نكون مثل الدول المتقدمة في تنظيم مواعيد العمل والراحة، فجاء الحظر أمراً أن تُغلق المحال التجارية مبكراً، فلا مكان ولا وقت للعبث وإضاعة أوقاتنا الثمينة.
علمت نملة سيدنا “سليمان” عليه السلام الحكمة، وڤيروس يُصنف من الكائنات الدقيقة
جاء ليكشف مدى ضعفنا
جاء لينبهنا إلى أشياء كادت أن تتلاشى من حياتنا
أجبرنا على الالتزام
أوقف قطار حياتنا السريع، ومنحنا من الوقت لمحاسبة النفس
كشف لنا عن نًعم ألِفناها وتعودنا على وجودها دون أن نشعر بعظمتها وهيبتها في نفوسِنا
هل تخيلنا يوماً أن يتغير نداء الصلاة ويتوقف الطواف في مشهد أدمى قلوبنا
جاء ليُبلغنا أن لا ثوابت في هذه الحياة
لا أدرى، هل يجب أن نشكر كورونا أم ماذا؟
بقلم الكاتبة /
كاتبة وصيدلانية صدر لها كتاب من قراءات أبي عن منصة كتبنا للنشر
تعليق واحد