إنجيل برنابا عبر التاريخ

الأناجيل التي بين أيدينا الآن كتبها القديسين القدماء بعد وفاة عيسى عليه السلام في أزمان متفاوتة.
وقد أطلق على كل إنجيل اسم كاتبه بحيث أصبح هناك أناجيل لـ” يوحنا ” و “متى ” و” مرقص ” و”برنابــا”.
من هو برنابا؟
يعد القديس برنابا أحد أكبر تلاميد المسيح كونه استاذ بولس ومرقص وهو يوافق بطرس في اعتقاده بعدم تأليه المسيح عليه السلام.
وموقف برنابا الأخير هو الذي جعل الكنائس المسيحية تتجاهل ذكره ولا تستشهد بأقواله وتحرم إنجيله.
وتحريم إنجيل برنابا يمكن اختصاره في الأسباب الأساسية التــالية:
1 ) لأنه يبشر بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم صراحة (وسنستعرض بعض النصوص لاحقا).
2 ) لأنه يختلف مع بقية الأناجيل في القول بصلب المسيح بنفسه وذاته.
3 ) لأنه يذم من ينادي بألوهية عيسى ابن مريم.
4 ) لأنه يقول غن الذبيح ـ من أبناء إبراهيم ـ هو إسماعيل جد العرب وليس إسحاق.
إنجيل برنابا عبر التاريخ
وإنجيل برنابا الأصلي ترجم إلى العربية بعد ضياعه لعدة قرون ، وظل يتداول في كنائس الشام ومصر قبل أن ينقله الأتراك إلى أوروبا.
وهناك حرم فور ظهوره من قبل البابا جلاسيوس الأول وصدرت العقوبة بإعدام من ينسخه أو يروج له.
والنسخة الوحيدة المتبقية موجودة حاليا في مكتبة بلاط فينا وتدعى النسخة ” الإيطالية “.
ويعاضد هذه النسخة أجزاء مطابقة اكتشفت في إسبانيا وترجمها إلى الإنجليزية أعضاء الجمعية الملكية في اكسفورد .
(وهي تتفق مع الأولى في القول بأن الله غير هيئة يهوذا الاسخريوط إلى عيسى قبل رفعه إلى السماء).
وكانت النسخة الإيطالية قد وصلت إلى فيينا عام 1709 عن طريق المستشار البروسي “كريمر” ثم أهداها سرا إلى الأمير ايوجين سافوي ومنه استقرت في مكتبة البلاط الملكي إلى اليوم !
إنجيل برنابا والبشارات عن النبي محمد (ص):
ــ ما جاء في الفصل 39 رقم 14 حيث تقرأ:
“فلما انتصب آدم رأى في الهواء كتابة تتألق كالشمس فصارت لا إله إلا الله محمد رسول الله ففتح آدم فاه قائلا أشكرك أيها الرب لأنك تفضلت فخلقتني ولكن أضرع إليك أن تنبئني ما معنى محمد رسول الله؟
فأجابه الله: مرحبا بك يا عبدي آدم وإني أقول لك إنك أول إنسان خلقت وهذا الذي سيأتي إلى العالم بعد أزمنة عديدة..”.
وفي الفصل 42 من رقم 14 وحتى 20 تجد :
“سأل اليهود عيسى: من أنت؟ قال الحق أقول أنا لست مسيا (النبي المنتظر) ولست نظير الذي تقولون عنه؛ لأني لست أهلا لأن أحل سيور حذائه.
وفي الفصل 44 من رقم 19 تجد :
“قال عيسى: لذلك أقول لكم رسول الله بهاء يسير كل ما صنع.. صدقوني أنى رأيته كما رآه كل نبي في السماء ولما رأيته قلت: يا محمد ليكن الله معك ويجعلني أهلا لأن أحل سير حذاءك لأني إذا نلت هذا صرت خلوصا لله”.
وفي الفصل 79 من رقم 14 ـ 18 تجد :
“أجاب المسيح أن اسمه عجيب؛ لأن الله نفسه سماه لما خلق نفسه ووضعها في بهاء سماوي. إن من يباركك يكون مباركا ومن يلعنك يكون ملعونا ومتى أرسلتك إلى العالم أجعلك رسول الخلاص وتكون كلمتك صادقة حتى إن السماء والأرض تهينان ولكن إيمانك لا يهين أبدا، اسمه محامد… حينئذ رفع الناس أصواتهم: يا الله أرسل لنا محامد للخلاص” …
هذه بعض البشارات التي وردت في إنجيل برنابا الذي كان حتى ألفي عام مضت قريبا من الأناجيل الأخرى قبل تحريفها..
من المعروف أنه قبل تحريف الأناجيل الأخرى جاء فيها من البشارات ما جعل قيصر ومقوقس مصر ويهود المدينة يعرفون أن محمدا هو الرسول المنتظر.. ولكن ما حملهم إلا الكبر على أن لا يسلموا..!
اقرأ : هل المسيح عيسى ابن مريم حي أم ميت ؟ وهل سينزل آخر الزمان؟