أخبارعلوممقالات علمية
إعلان عن اكتشاف جيفة “وحيد قرن صوفي” عمرها 40000 عام

مقالت علمية – علوم واشياء أخرى – ياسر حماد :
مع بداية العام : إعلان عن اكتشاف جيفة “وحيد قرن صوفي” عمرها 40000 عام !
من المعروف أن التربة الصقيعية السيبيرية يمكن أن تحافظ على الحيوانات القديمة التي دفنت فيها لعشرات الآلاف من السنين، و قد برزت العديد من العينات الرائعة مع استمرار ارتفاع درجات الحرارة العالمية و ذوبان الجليد الدائم على مدار العقدين الأخيرين .. مثل الثورون و البيسون و الماموث الصوفي و دب الكهوف و أسد الكهوف .
مؤخرا اكتشف العلماء جيفة سليمة بشكل مدهش لمهر وحيد قرن صوفي، توفي قبل حوالي 40000 سنة بعد ذوبان الجليد السرمدي في سيبيريا، و قد كانت بقاياه محنطة و محفوظة بشكل جيد جداً داخل الجليد .
المدهش في الأمر أن الجسم كله غير متضرر تقريباً،فمعظم أعضائه الداخلية وأسنانه بل وحتى الصوف الذي يغطيه كانت على حالها وقت العثور عليه، و وفقاً للتقديرات الأولية، يبلغ عمر وحيد القرن هذا ثلاث أو أربع سنوات، وعلى الأرجح أنه قد مات غرقا في النهر بعيداً عن أمه .

كان وحيد القرن الصوفي من الثدييات الكبيرة التي جابت التندرا الأوراسية الشمالية خلال حقبة العصر الجليدي، و قد تكيف بشكل جيد مع البرد بفضل فرائه السميك الأشعث وأذنيه وأرجله القصيرة ، وجسمه الضخم ، مما أدى إلى تقليل فقدان الحرارة. و تمتع أيضاً بطفرة جينية تمثلت في وجود مستقبلات على الجلد لإستشعار درجات الحرارة، وكان لديه مستوى من التنوع و الذكاء يفوق حيوان “الماموث” الشهير .
قام البشر في العصر الحجري بمطاردة وحيد القرن الصوفي، و تركوا صوراً له على جدران الكهوف القديمة، لكن انقراضه لم يكن نتيجة انتشار البشر الأوائل في جميع أنحاء العالم، و الذي تسبب في انقراض العديد من أنواع الكائنات الحية كالماموث الصوفي وأسد الكهوف، فتجمعات وحيد القرن الصوفي ظلت مستقرة ومتنوعة حتى بضعة آلاف من السنين – نهاية العصر الجليدي الأخير- قبل اختفائها من سيبيريا بسبب تغير المناخ عندما ارتفعت درجات الحرارة بصورة فجائية، في الوقت الذي كانت فيه هذه الحيوانات أكثر تأقلماً مع الأجواء الصقيعية .